الجمعة، 12 فبراير 2016

تعيّدي عند أهلك وأنا في بيت أهلي

1 - انفصال الأسرة في العيد يفقدها طعم الفرح .
 2 - حضور العائلة مجتمعين في مناسبة العيد
 أفضل من بيت أهلي أو أهلك

 
العيد مناسبة دينية واجتماعية مميزة ؛ يلتقي فيها الأهل ،
ويتبادلون التهاني في تواصل اجتماعي حقيقي بين أفراد الأسرة
 والأقارب والأصدقاء ، ولكن إصرار الزوجين على أن يقضي كل منهم
 أول أيام العيد عند أهله أدى إلى انفصال الأسرة ،
حيث يذهب الأبناء مع أبيهم ؛ لتبقى الزوجة عند أهلها وحيدة ،
 أو يشارك الزوج والديه وإخوته فرحة العيد دون زوجته وأبنائه .
 
 
مواقف متباينة
 
وقال «ع »  - موظف حكومي
 أحرص دائماً أن يكون أول أيام العيد مع والدتي حفظها الله
 وأقدر تماماً أن زوجتي لديها الرغبة نفسها في رؤية أهلها ؛
 لذلك نقضي بداية اليوم عند أهلي وباقي اليوم عند أهلها ،
 
 اما نايف العنزي
متزوج منذ خمس سنوات ولديه أربعة أبناء يرفض أن يكون العيد
 عند أهل زوجته ؛ لأن أهله لهم الحق والأولوية في رؤية أبنائه
 والعيد معهم ، مشيراً إلى أن زوجته تحترم رأيه وتؤيده .
 
وأضافت «ن» - معلمة -:
زوجي يصرّ على البقاء لدى أهله أول وثاني أيام العيد ،
 وحاولت كثيراً تغيير وجهة نظرة ، ولكن فشلت ؛
لذلك الصمت أفضل من المشاكل في أيام كلها فرح وسرور
 
أما « ر» - موظفة قطاع خاص
 وتتفق معها من أن العيد فرحة لا يمكن إفسادها بمشاجرات
 لا ضرورة لها ؛ فزوجي لديه عدالة، حيث يحترم مشاعري ،
 ويعلم جيداً مدى مشاركة الأهل فرحة العيد ؛ لذلك قضينا العيد الماضي
عند أهله وهذا العيد لأهلي .
 
و أما «س» - معلمة منذ عشر سنوات
 أشارت إلى أنها تقضي العيد عند أهل زوجها ، وتكتفي بتهنئة
عائلتها عبر الاتصال بهم ، ولا تلتقي بهم إلاّ آخر أيام العيد ؛
مما يفقدها حقيقة معنى الفرح بالعيد ، موضحة أن زوجها عنيد
والنقاش معه يؤدي للمزيد من الخلافات الأسرية ،
وأنا حريصة على أن ينشأ أبنائي في جو عائلي مستقر .

 
ظاهرة سلبية
 
أما « د.خالد بن عمر الرديعان »
 أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود
 فعلّق عن ظاهرة قضاء الزوج العيد مع أسرة والديه ، والزوجة
 وأطفالها مع أسرة والديها ، واصفاً ذلك بالسيئ ،
مشيراً إلى أنها برزت في السنوات الأخيرة ، وتنم عن عدة أسباب
 أهمها فتور العلاقة والوشائج بين الزوج وأسرة زوجته ، أو العكس ،
 وهو ما يعود في جزء منه إلى طغيان الجانب الرسمي في العلاقات
 بين الطرفين،  خاصة عندما يكون الزوجان من غير الأقارب ؛
 أي أن الزوجة ليست ابنة عم للزوج أو قريبة له ، ومن ثم تنشأ
علاقة رسمية بين الزوج وأهل زوجته.
 
وقال :
هذا الأمر تحديداً قد يدفع بالزوج للطلب من زوجته أن تُعيّد مع أهلها
وهو يُعيّد مع أهله ، وقد يكون الزوج معذوراً فهو لا يريد منع الزوجة
من رؤية أهلها في العيد ، لكنه في الوقت نفسه لا يشعر بالراحة والأنس
 مع أهلها حتى في العيد ؛ مما يدفعه إلى الذهاب إلى أسرة والديه
 للاحتفال بالعيد مع والديه وأخوته ، وكذلك أخواته المتزوجات .
 
وأضاف إن من أسباب هذه الظاهرة زيادة وتيرة الحضرية
عند الأسر السعودية ؛ فالظاهرة تتفشى في المدن أكثر منها في الريف
 والقرى ، وذلك لأن المدينة بشروطها المعروفة تقلل من فرص
 العلاقات الحميمة حتى بين الأقارب ؛ إما بسبب تباعد المسافات بين الأحياء
 في المدينة ، أو بسبب انشغال الناس وعدم إعطاء العلاقات القرابية أهمية
كافية كما هو الحال عليه في القرى والريف ، حيث العلاقات البسيطة
وغير المتكلفة بين الأقارب والمعارف ، ناهيك عن حقيقة أن سكان الريف
 يغلب عليهم تأثير النسق القرابي بشروطه المعروفة التي تستلزم
حميمية العلاقات وبساطتها ، وشدة التقارب بين الأفراد مكانياً ونفسياً
وهي الأمور التي تختفي غالباً في المدن ، خاصة عندما تكون الزيجات
من غير الأقارب ، موضحاً أننا كنا نعتقد أن هذه الظاهرة قد تكون أكثر
 وضوحاً عندما يكون الزوج والزوجة غير أقارب ؛ في حين أنها تخف
 أو تختفي الظاهرة إذا كان الزوجان أقارب ، خاصة من الدرجة الأولى .
 
وأشار إلى أن الحد من سلبيات هذه الظاهرة يقع على رب وربة الأسرة ،
وعليهما مسؤولية مضاعفة خلق علاقات قوية كل مع أهل شريكه ؛
 فالزوجة يلزم أن تكون علاقتها مع أهل زوجها قوية ، وتسهم بشكل قوي
 في التقارب مع أهل زوجها ، وفي الوقت نفسه فإنه يلزم على الزوج
كذلك أن تكون علاقته مع أهل زوجته قوية وبعيدة عن الرسمية ؛
 فهذا كله في نهاية المطاف ينعكس إيجاباً على الأبناء في الأسرة ،
 
مؤكداً على أن ما يسهل هذه الأمور هي الزيارات المتبادلة بصورة
مستمرة حتى نضفي على علاقاتنا نوعا من الحميمية ،
كما يفترض أن يتجنب الزوج السفر مع أصدقائه خلال إجازات الأعياد ،
 وأن تكون الإجازة مخصصة لقضائها مع أفراد الأسرة داخل المملكة ،
 وأن تكون تقوية العلاقات مع الأقارب والأنساب والأرحام ضمن
 أولوياتنا الدائمة ؛ فهذا مطلب ديني قبل أن يكون مطلباً دنيويا ً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق