السبت، 13 فبراير 2016

كيف يكون الإقبال في كل جزء من أجزاء الصلاة

 
• فإذا انتصب العبد قائماً بين يديه ، فإقباله على قيُّومية الله
و عظمته فلا يتفلت يمنة و لا يسرة .
 
 
• و إذا كبَّر الله تعالى كان إقباله على كبريائه و إجلاله و عظمته.
 و كان إقباله على الله في استفتاحه على تسبيحه و الثناء عليه
 و على سُبحات وجهه ، و تنزيهه عمَّا لا يليق به ،
 و يثني عليه بأوصافه و كماله .


 • فإذا استعاذ بالله من الشيطان الرجيم ، كان إقباله على ركنه الشديد ،
 و سلطانه و انتصاره لعبده ، و منعه له منه و حفظه من عدوه.

 
• و إذا تلى كلامه كان إقباله على معرفته في كلامه
 كأنه يراه و يشاهده في كلامه
 
 كما قال بعض السلف :
 [ لقد تجلّي الله لعباده في كلامه.
 و الناس في ذلك على أقسام و لهم في ذلك مشارب ، و أذواق
 فمنهم البصير ، و الأعور ، و الأعمى ، و الأصم ،
 و الأعمش ، و غير ذلك  ]

• في حال التلاوة و الصلاة ، فهو في هذه الحال
 ينبغي له أن يكون مقبلاً على ذاته و صفاته و أفعاله
و أمره و نهيه و أحكامه و أسمائه.
 

• و إذا ركع كان إقباله على عظمة ربه ، و إجلاله
 و عزه و كبريائه ،
و لهذا شرع له في ركوعه أن يقول :
 [ سبحان ربي العظيم ]
 
 
• فإذا رفع رأسه من الركوع كان إقباله على حمد ربه
 و الثناء عليه و تمجيده و عبوديته له
و تفرده بالعطاء و المنع.
 

• فإذا سجد ، كان إقباله على قربه ، و الدنو منه ،
 و الخضوع له و التذلل له ، و الافتقار إليه
 و الانكسار بين يديه ، و التملق له.
 
 
 فإذا رفع رأسه من السجود جثى على ركبتيه ،
 و كان إقباله على غنائه وجوده ، و كرمه و شدة حاجته إليهنّ ،ن
 و تضرعه بين يديه و الانكسار ؛
 أن يغفر له و يرحمه ، و يعافيه و يهديه و يرزقه .
 
 
• فإذا جلس في التشهد فله حال آخر ،
و إقبال آخر يشبه حال الحاج في طواف الوداع ،
 و استشعر قلبه الانصراف من بين يدي ربه
إلى أشغال الدنيا و العلائق و الشواغل التي قطعه عنها
الوقوف بين يدي ربه و قد ذاق قلبه التألم و العذاب بها
 قبل دخوله في الصلاة ،
 
 
• فباشر قلبه روح القرب ، و نعيم الإقبال على الله تعالى ،
 و عافيته منها و انقطاعها عنه مدة الصلاة ،
 ثم استشعر قلبه عوده إليها بخروجه من حمى الصلاة ،
 فهو يحمل همَّ انقضاء الصلاة و فراغه منها
 
 و يقول :
ليتها اتصلت بيوم اللقاء .
و يعلم أنه ينصرف من مناجاة مَن كلّ السعادة في مناجته ،
إلى مناجاة من كان الأذى و الهم و الغم و النكد في مناجاته ،
 و لا يشعر بهذا و هذا إلا من قلبه حي معمور بذكر الله و محبته ،
 و الأنس به ، و من هو عالم بما في مناجاة الخلق و رؤيتهم ،
 و مخالطتهم من الأذى و النكد ، و ضيق الصدر و ظلمة القلب ،
 و فوات الحسنات ، و اكتساب السيئات ،
 و تشتيت الذهن عن مناجاة الله تعالى عز و جل .
 
 
أسرار الصَّلاة للإمَام العلامَة ابن قيِّم الجَوزيَّة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق