الثلاثاء، 9 فبراير 2016

الكلام على التسليم القلوب ثلاثة

 
الكلام على التسليم 

و لما كان العبد بين أمرين من ربه عز و جل :
أحدهما :
حكم الرب عليه في أحواله كلها ظاهرا و باطنا ،
 و اقتضاؤه من القيام بعبودية حكمه ،
 
فإن لكلّ حكم عبودية تخصه
، أعني الحكم الكوني القدري.
 
 و الثاني :
 فعل ، يفعله العبد عبودية لربه ،
 و هو موجب حكمه الديني الأمري.
 
و كلا الأمرين يوجبان بتسليم النفس إلى الله سبحانه ،
 و لهذا اشتق له اسم الإسلام من التسليم ،
 
 فإنه لما سلّم لحكم ربه الديني الأمري ،
 و لحكمه الكوني القدري ،
 بقيامه بعبودية ربه فيه لا باسترساله
معه في الهوى ، و الشهوات ، و المعاصي ،
و يقول :
 [ قدَّر عليّ استحق اسم الإسلام ]
 
 فقيل له :
 [ مسلم . ]
 
  
 القلوب ثلاثة
 
و القلوب ثلاثة :
* صحيح سليم فشرابه الشراب الطهور في الإناء النظيف ،
 
* سقيم مريض فشرابه الشراب النجس في الإناء القذر ،
 
 *  قلب فيه  مادتان : إيمان و نفاق ،
 فشرابه في إناء بحسب المادتين ،
 
 و قد جعل الله لكل شيء قدراً ،
فالعارف مَن نظر في الأسباب إلى غاياتها و نتائجها ،
و تأمل مقاصدها ، و ما تؤول إليه.
 
 و مَن عرف مقاصد الشرع في سدِّ الذرائع
 المفضية إلى الحرام ، قطع بتحريم هذا السَّماع ،
فإنَّ المرأة الأجنبية و سماع صوتها حرام ،
 و كذلك الخلوة بها .
 
من كتاب أسرار الصَّلاة للإمَام العلامَة ابن قيِّم الجَوزيَّة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق