الخميس، 22 ديسمبر 2016

حال العبد في الفاتحة


 
ينبغي بالمصلي أن يقف عند كل آية من الفاتحة وقفة يسيرة ،
ينتظر جواب ربِّه له ، و كأنه يسمعه و هو يقول :
 
 ( حمدني عبدي )
 
 إذا قال :
 
 
 { الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ}.
 
 فإذا قال :
 
{ الرَّحمن الرَّحيم }
 
 وقفَ لحظة ينتظر قوله :
 
( أثنى عليَّ عبدي ).
 
فإذا قال :
 
{ مالكِ يومِ الدِّينِ }
 
انتظر قوله :
 
 ( مجَّدني عبدي )
 
. فإذا قال :
 
{ إيَّاك نَعبدُ و إيَّاك نَستعين }
 
انتظر قوله تعالى :
 
( هذا بيني و بين عبدي )
 
. فإذا قال :
 
{اهدِنا الصِّراط المُستقيم }
 
 إلى آخرها انتظر قوله :
 
 ( هذا لعبدي و لعبدي ما قال )
 
. و مَن ذاق طعم الصلاة عَلِمَ أنه لا يقوم مقام التكبير و الفاتحة غيرهما
مقامها ، كما لا يقوم غير القيام و الركوع و السجود مقامها ،
 فلكلٍّ عبوديته من عبودية الصلاة سرٌّ و تأثيرٌ و عبودية لا تحصل
 في غيرها ، ثمَّ لكل آية من آيات الفاتحة عبودية و ذوق و وجد يخُصُّها
لا يوجد في غيرها. فعند قوله :
 
{ الحمد لله رب العالمين }
 
تجد تحت هذه الكلمة إثبات كللّ كمال للرب و وصفا و اسما ،
 و تنزيهه سُبحَانه و بحمده عن كلِّ سوء ، فعلاً و وصفاً و اسماً ،
 و إنما هو محمود في أفعاله و أوصافه و أسمائه ، مُنزَّه عن العيوب
 و النقائص في أفعاله و أوصافه و أسمائه. فأفعاله كلّها حكمة و رحمة
 و مصلحة و عدل و لا تخرج عن ذلك ، و أوصافه كلها أوصاف كمال ،
 و نعوت جلال ، و أسماؤه كلّها حُسنى .

أسرار الصَّلاة للإمَام العلامَة ابن قيِّم الجَوزيَّة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق