الأربعاء، 21 ديسمبر 2016

موقع الإنسان من الكون


لا شك أن الإنسان جزء من هذا الكون ولكنه جزء له موقع خاص
 من بين أجزاء هذا الكون لذلك كانت صلة الإنسان بهذا الكون
كما يصفها القرآن كما يلي :
 
أولاً ـ صلة الاستثمار والانتفاع والتسخير لمصالحه:
وهذا واضح في آيات كثيرة في القرآن فلا يذكر القرآن جزءاً من أجزاء
الكون إلا ويشير إلى ما فيه من منافع للإنسان.
فوصف الله الأنعام بقوله :
 
{ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ(72)
 وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ(73) }
 يس~ .
ووصف البحر بقوله :
 
{ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا
وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ
وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(14) }
 النحل .
 
ووصف الماء والنبات بقوله :
 
{ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ(10)
يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(11) }
 النحل .
 
والأرض بما فيها مذللة للإنسان كما يشير إليه قوله تعالى :
 
 { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا
وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ(15) }
 الملك .
بل الكون كله مسخر للإنسان فقال تعالى :
 
 { أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
 وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً }
لقمان .
 
ثانياً ـ صلة الاعتبار والتأمل والتفكر في الكون وما فيه :
وهو الجانب الثاني من صلة الإنسان بالكون . والقرآن يفتح عين الإنسان
إلى ما حوله من مشاهد وآفاق ويدعوه إلى التأمل فيها والنظر إليها
وملاحظتها والتفكير فيها .
فقال تعالى :
 
{ أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ }
الأعراف  .185
وفي آية أخرى يقول :
 
 { وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ
 إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(13) }
الجاثية.
ويقول أيضاً :
 
 { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ
فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ(27) }
السجدة .
 
وغيرها من الآيات التي تدعو الإنسان إلى التأمل والتفكر
 بما في هذا الكون ليصل في نهاية الأمر إلى أن لهذا الكون خالق
 ومدبر وهو الله عز وجل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق