الاثنين، 15 مايو 2017

ثمان مسائل


روى عن شقيق البلخي أنه قال لحاتم الأصم :

قد صحبتني مدة فماذا تعلمت؟
قال :ثمان مسائل
أما الأولى :
فاني نظرت الى الخلق فاذا كل شخص له محبوب فاذا وصل الى القبر
فارقه محبوبه فجعلت محبوبي حسناتي لتكون معي بالقبر
أما الثانية :
فاني نظرت الى قوله تعالى
{ ونَهَىْ الْنَفْسَ عَنِ الْهَوَىْ }
فأجهدتها في دفع الهوى حتى استقرت على طاعه الله
أما الثالثة :
فإني رأيت كل من معه شيئ له قيمة عنده يحفظه
فنظرت إلى قوله تعالى
{ مَا عِنْدَكَمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ الله بَاقٍ }
فكلما وقع معي شيئ له قيمة وجهته إلى الله ليبقى لي عنده
وأما الرابعة :
فإني رأيت الناس يرجعون إلى المال والحسب والشرف وليست بشيء
فنظرت الى قوله تعالى
{ إِنْ أَكْرَمَكَمْ عِنْدَ الله أَتْقَاكُمْ }
فعملت بالتقوى حتى أكون عند الله كريما
 
وأما الخامسة :
فإني رأيت الناس يتحاسدون فنظرت إلى قوله تعالى
{ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيْشَتَهَمْ فِيْ الحَـيَاةِ الدُنْيَا }
فتركت الحسد بالكلية لأن الحسد اعتراض على الله سبحانه
وأما السادسة :
رأيت الناس يتعادون ، فنظرت إلى قوله تعالى :
{ إِنَ الشَيْطَانَ لَكـُمْ عَدُوٌ فَاتَخِذُوهُ عَدُوَاً }
فتركت عداوتهم واتخذت الشيطان وحده عدوا
وأما السابعة :
رأيتهم يذلون أنفسهم في طلب الرزق, فنظرت إلى قوله تعالى
{ وَمَا مِنْ دَابَةٍ عَلَى الأَرْضِ إِلاَ عَلَى الله رِزْقُهَا }
فاشتغلت بما له علي وتركت ما لي عنده ثقة به ويقينا بما عنده
وأما الثامنة :
رأيتهم متوكلين على تجارتهم وصنائعهم وصحه أبدانهم
فتوكلت على الله
{ فَإذَا عَزَمْتَ فَتَوَكْلْ عَلَىَ الله }
أسأل رب العرش العظيم
أن ينقي قلوبنا كمآ ينقى الثوب الأبيض من الدنس
وأن يغفر لنا ذنوبنا ويرحمنا برحمته أجمعين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق