الجمعة، 19 مايو 2017

المعية الربانية وكيف واجهت البحر والعدو؟


{ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }
 
سيدنا موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام  البحر أمامه
العدوُّ خلفه  رُغم ذلك لا مجال عنده لليأس أو الانهزام  ولا وقت عنده
للانتظار أو وضع اليدِ على الخدِّ  بل المجال مجال التحرك والانطلاق
بخطوات ربَّانيَّة  فيستحضر اليقين في ربه يستلهِمُ الثقة من وجود ربه
رُغم أن المشهد مُعتمٌ ومخيف أول المشهد بحرٌ راعب  وثاني المشهد
عدوٌّ من الخلف مُتجهِّزٌ  ورُغم ذلك يتحرك بخطًى ربَّانيَّة  خُطَى الواثق
من ربه
 
 يحارب اليأسَ، ويتحلَّى بالأمل
 يَتفاءَلُ، ثم يتحرك، ثم يتحدى بتحدٍّ كبير
 بكلماته الربَّانيَّة:
 
{ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }
 
يُزلزِلُ بها عروش اليأس والتردد في نفسه
 
 فيعطي الدروس.
 نعم ، يعطي الدروس على مرِّ التاريخ
 
 يعطي الدرس الأول تحت عنوان :. 
لا يأس بل أمل
 
  يعطى الدرس الثانى  تحت عنوان:.
طالما أن الله موجود ، إذًا لا خوف بل طمأنينة
 
 يعطى الدرس الثالث تحت عنوان :.
   بدأنا مع الله، إذًا لا رجوع ، بل استكمال للمسيرة الربانية مع الله
فما أن لبثتِ الأمور قليلاً من الوقت، إلا وقد ظهرت النتائج الربَّانيَّة
العظيمة  ظهرت كنتائج ربانية طبيعية لمقدمات ربَّانيَّة تمهيدية
 قد مهّد بها ولها فيأتي ذلك اليقين، وتلك الثقة، وذلك الأمل فيلتقون
 جميعًا كلقاء الأحبة المتلهِّفين المشتاقين
 
المتلهِّفين بعد ابتعاد وضباب، والمشتاقين بعد طول غياب لقاء يجمع
اليقين مع الأمل، مع الطموح، مع الثقة كله متوَّج بلقاء أعظم، وغطاء
أجلَّ، وهو المعية الربَّانيَّة الكل يجتمع في مَعين نوراني رباني واحد
تخرج ثماره في صيحة واثقة قاطعة شافية
 
 صيحة الواثق من ربه
 صيحة المتأمل فى ربه
 صيحة الموقن فى ربه
صيحة من أحسن الظن فى ربه .
صيحة :
 
{ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }
 
 ذلكم هو النبي موسى . وذلكم أنا، وذلكم أنتم  
فقد تتكالب علينا الأمور في حياتنا  تنزل المحنة بعد الأخرى، تكسر
العظام، وتهشم الرأس  تُوقِف الأحوال ، تزيد الهم ، تجلب الحزن ، تُعتِّم
المشهد  خطوب من هنا، ومتاعب من هناك  أمراض من فوقنا، وأخرى
من تحتنا  أعداء من أمامنا، وآخرون من خلفنا  حتى لتكاد تظهر كل
المعطيات أمامك وكأن النجاة قد باتت مستحيلة  توحي إليك بأن الغرق
 آتٍ لا محالة  توحي إليك بأنه لا مجال إلا لليأس والقنوط  فلا فائدة
تُرجى، ولا أمل سيتحقق  فالبلاء منذ زمن قديم قد طال زمانه  والطرق
مقفَلةٌ، مغلقة في الوجه لا محالة  والضمائر قد بيعت، وإنَّا لله وإنا إليه
سبحانه راجعون  والأنفس قد خربت، وصارت باهتة خاوية  خاوية من
القيم والمثل  خاوية من الأخلاق والفضيلة  خاوية خالية من كل ما ينتسب
إلى الإنسانية برابط  فذاك يؤذي هذا عمدًا وتغيُّظًا، وكيدًا ونكايةً، وحقدًا
وحسدًا  وفلانٌ يشكوك لمديرك؛ ليشوِّه سمعتك وسيرتك، ويعطّل حافزك
ورُقيّك كى يركب هو سُلَّم الترقي والحوافز على أكتاف ليست أكتافه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق