السبت، 20 مايو 2017

بَكيتُ يا رَبعُ حَتّى كِدتُ أَبكيكا


بسم الله الرحمن الرحيم
بَكيتُ يا رَبعُ حَتّى كِدتُ أَبكيكا*** وَجُدتُ بي وَبِدَمعي في مَغانيكا
فَعِم صَباحًا لَقَد هَيَّجتَ لي شَجَنًا *** وَاردُد تَحِيَّتَنا إِنّا مُحَيّوكا
بِأَيِّ حُكمِ زَمانٍ صِرتَ مُتَّخِذًا *** رِئمَ الفَلا بَدَلًا مِن رِئمِ أَهليكا
أَيّامَ فيكَ شُموسٌ ما انبَعَثنَ لَنا *** إِلّا ابتَعَثنَ دَمًا بِاللَحظِ مَسفوكا
وَالعَيشُ أَخضَرُ وَالأَطلالُ مُشرِفَةٌ *** كَأَنَّ نورَ عُبَيدِ اللهِ يَعلوكا
نَجا امرُؤٌ يا ابنَ يَحيى كُنتَ بُغيَتَهُ *** وَخابَ رَكبُ رِكابٍ لَم يَؤمّوكا
أَحيَيتَ لِلشُعَراءِ الشِعرَ فَامتَدَحوا *** جَميعَ مَن مَدَحوهُ بِالَّذي فيكا
وَعَلَّموا الناسَ مِنكَ المَجدَ وَاقتَدَروا *** عَلى دَقيقِ المَعاني مِن مَعانيكا
فَكُن كَما أَنتَ يا مَن لا شَبيهَ لَهُ *** أَو كَيفَ شِئتَ فَما خَلقٌ يُدانيكا
وَعُظمُ قَدرِكَ في الآفاقِ أَوهَمَني *** أَنّي بِقِلَّةِ ماأَثنَيتُ أَهجوكا
شُكرُ العُفاةِ لِما أَولَيتَ أَوجَدَ لي *** إِلى نَداكَ طَريقَ العُرفِ مَسلوكا
كَفى بِأَنَّكَ مِن قَحطانَ في شَرَفٍ *** وَإِن فَخَرتَ فَكُلٌّ مِن مَواليكا
وَلَو نَقَصتُ كَما قَد زِدتُ مِن كَرَمٍ *** عَلى الوَرى لَرَأَوني مِثلَ شانيكا
لَبّى نَداكَ لَقَد نادى فَأَسمَعَني *** يَفديكَ مِن رَجُلٍ صَحبي وَأَفديكا
مازِلتَ تُتبِعُ ما تولي يَدًا بِيَدٍ *** حَتّى ظَنَنتُ حَياتي مِن أَياديكا
فَإِن تَقُل «ها» فَعاداتٌ عُرِفتَ بِها *** أَو «لا» فَإِنَّكَ لايَسخو بِها فوكا
الشاعر : المتنبي
البحر : البسيط
الروي : كاف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق