الاثنين، 15 مايو 2017

قصة أصحاب السبت


موقع القصة في القرآن الكريم :  
 
ورد ذكر القصة في سورة البقرة .
كما ورد ذكرها بتفصيل أكثر في سورة الأعرف
 الآيات 163-166.
 
قال تعالى في سورة " البقرة " :
 
 { وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ
كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا
 وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ } .
 
وقال تعالى في سورة " النساء " :
 
{ أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا. }

 
القصة : 

أبطال هذه الحادثة ، جماعة من اليهود ،
كانوا يسكنون في قرية ساحلية , اختلف المفسّرون في اسمها ،
 ودار حولها جدل كثير , أما القرآن الكريم ، فلا يذكر الاسم ويكتفي
بعرض القصة لأخذ العبرة منها .
 
وكان اليهود لا يعملون يوم السبت ، وإنما يتفرغون فيه لعبادة الله.
 فقد فرض الله عليهم عدم الانشغال بأمور الدنيا يوم السبت
 بعد أن طلبوا منه سبحانه أن يخصص لهم يوما للراحة والعبادة ،
لا عمل فيه سوى التقرب لله بأنواع العبادة المختلفة .
 
وجرت سنّة الله في خلقه . وحان موعد الاختبار والابتلاء .
اختبار لمدى صبرهم واتباعهم لشرع الله .
وابتلاء يخرجون بعده أقوى عزما ، وأشد إرادة
 تتربى نفوسهم فيه على ترك الجشع والطمع ،
والصمود أمام المغريات.
 
لقد ابتلاهم الله عز وجل ، بأن جعل الحيتان تأتي يوم السبت للساحل ،
 وتتراءى لأهل القرية ، بحيث يسهل صيدها ,
ثم تبتعد بقية أيام الأسبوع .
 
 فانهارت عزائم فرقة من القوم ، واحتالوا الحيل على شيمة اليهود
وبدوا بالصيد يوم السبت . لم يصطادوا السمك مباشرة ،
وإنما أقاموا الحواجز والحفر، فإذا قدمت الحيتان حاوطوها يوم السبت ،
 ثم اصطادوها يوم الأحد . كان هذا الاحتيال بمثابة صيد ،
 وهو محرّم عليهم .
 
 
فانقسم أهل القرية لثلاث فرق  
  
1 - فرقة عاصية ، تصطاد بالحيلة.
 
2 - وفرقة لا تعصي الله ، وتقف موقفا إيجابيا مما يحدث ،
 فتأمر بالمعروف وتنهى عن المكر،
وتحذّر المخالفين من غضب الله .
 
3 - وفرقة ثالثة ، سلبية ،
 لا تعصي الله لكنها لا تنهى عن المكر .
 
وكانت الفرقة الثالثة ، تتجادل مع الفرقة الناهية عن المنكر
 وتقول لهم :
 ما فائدة نصحكم لهؤلاء العصاة ؟
إنهم لن يتوفقوا عن احتيالهم ، وسيصبهم من الله عذاب أليم
بسبب أفعالهم , فلا جدة من تحذيرهم بعدما كتب الله عليهم الهلاك
 لانتهاكهم حرماته .
 
 
وبصرامة المؤمن الذي يعرف واجباته ،
 كان الناهون عن المكر يجيبون :
 إننا نقوم بواجبنا في الأمر بالمعروف وإنكار المنكر،
 لنرضي الله سبحانه ، ولا تكون علينا حجة يوم القيامة ,
وربما تفيد هذه الكلمات ، فيعودون إلى رشدهم ، ويتركون عصيانهم .
 
بعدما استكبر العصاة المحتالوا ، ولم تجد كلمات المؤمنين نفعا معهم ،
 جاء أمر الله ، وحل بالعصاة العذاب , لقد عذّب الله العصاة
وأنجى الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر .
 
 أما الفرقة الثالثة ، التي لم تعص الله لكنها لم تنه عن المكر ،
 فقد سكت النصّ القرآني عنها  , لقد كان العذاب شديدا ,
لقد مسخهم الله ، وحوّلهم لقردة عقابا لهم لإمعانهم في المعصية .
 
وتحكي بعض الروايات أن الناهون أصبحوا ذات يوم في مجالسهم
 ولم يخرج من المعتدين أحد.
 
 فتعجبوا وذهبوا لينظرون ما الأمر , فوجودا المعتدين
وقد أصبحوا قردة , فعرفت القردة أنسابها من الإنس ,
ولم تعرف الإنس أنسابهم من القردة ;
 فجعلت القردة تأتي نسيبها من الإنس فتشم ثيابه وتبكي ;
 فيقول :
 ألم ننهكم ؟
 
 فتقول برأسها
نعم .
 
الروايات في هذا الشأن كثيرة ،
 ولم تصح الكثير من الأحاديث عن
 رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأنها ,
 لذا نتوقف هنا دون الخوض في مصير القردة ،
وكيف عاشوا حياتهم بعد خسفهم  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق