الجمعة، 19 مايو 2017

قصة الرسل الثلاثة لقرية أنطاكية


قال تعالى :

 
{ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ {13}
 إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ {14}
قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ {15}
قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ {16}
وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ {17}
قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ {18}
قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ {19}
وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ {20}
اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُم مُّهْتَدُونَ {21}
وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {22}
أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ
لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونِ {23}
إِنِّي إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ {24} إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ {25}
قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ {26}
بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ {27}
وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ {28}
إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ {29}

يس



أرسل الله تعالى إلى قرية أنطاكية رسولين من رسل عيسى عليه السلام
لدعوتهم إلى الإيمان بالله وترك عبادة غيره, فكذَّب أهل القرية الرسولين,
فأرسل الله تعالى إليهم برسول ثالث,
 
  فقال الثلاثة لأهل القرية:
إنا إليكم -أيها القوم- مرسلون. قال أهل القرية للمرسلين: ما أنتم إلا أناس
مثلنا، وما أنزل الرحمن شيئًا من الوحي, وما أنتم -أيها الرسل- إلا
تكذبون. قال المرسلون مؤكدين: ربُّنا الذي أرسلنا يعلم إنا إليكم لمرسلون,
وما علينا إلا تبليغ الرسالة بوضوح, ولا نملك هدايتكم, فالهداية بيد الله
وحده. قال أهل القرية: إنا تَشَاءَمْنا بكم, لئن لم تكُفُّوا عن دعوتكم لنا
لنقتلنكم رميًا بالحجارة, وليصيبنكم منَّا عذاب أليم موجع. قال المرسلون:
شؤمكم وأعمالكم من الشرك والشر معكم ومردودة عليكم, أإن وُعظتم
 بما فيه خيركم تشاءمتم وتوعدتمونا بالرجم والتعذيب؟ بل أنتم قوم
عادتكم الإسراف في العصيان والتكذيب. وجاء من أقصى المدينة رجل
وهو حبيب النجار وكان قد آمن بالرسل ومنزله بأقصى البلد , جاء يعدو
ويسرع الخطى لما سمع بتكذيب القوم للرسل فقال لهم: يا قوم اتبعوا
المرسلين الذين لا يطلبون منكم أموالا على إبلاغ الرسالة, وهم مهتدون
فيما يدعونكم إليه من عبادة الله وحده , وقال لهم لماذا لا أعبد ولا تعبدون
الذي أوجدنا وخلقنا وإليه نرجع بعد الموت  فيجازينا عن أعمالنا ,
أأعبد من دون الله آلهة أخرى لا تملك من الأمر شيئًا, إن يردني الرحمن
بسوء فهذه الآلهة لا تملك دفع ذلك ولا منعه, ولا تستطيع إنقاذي مما
أنا فيه؟ إني إن فعلت ذلك لفي خطأ واضح ظاهر. إني آمنت بربكم
فاستمعوا إلى ما قُلْته لكم, وأطيعوني بالإيمان. فلما قال ذلك وثب إليه
قومه وقتلوه, فأدخله الله الجنة. قيل له بعد قتله: ادخل الجنة, إكرامًا له.
قال وهو في النعيم والكرامة: يا ليت قومي يعلمون بغفران ربي لي
وإكرامه إياي; بسبب إيماني بالله وصبري على طاعته, و اتباع رسله
حتى قُتِلت, فيؤمنوا بالله فيدخلوا الجنة مثلي. وما احتاج الأمر إلى إنزال
جند من السماء لعذابهم بعد قتلهم الرجل الناصح لهم وتكذيبهم رسلهم,
فهم أضعف من ذلك وأهون, وما كنا منزلين الملائكة على الأمم إذا
أهلكناهم, بل نبعث عليهم عذابًا يدمرهم. ما كان هلاكهم إلا بصيحة واحدة,
فإذا هم ميتون لم تَبْقَ منهم باقية.
تفسير الجلالين والتفسير الميسر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق