الجمعة، 30 مارس 2018

والدتي مصابة بمرض الذهان

السؤال

♦ الملخص:
شاب والدته مصابة بمرض الذهان، وبعدما ذهب بها إلى الطبيب
أصبحتْ لا تشعر بالوقت، وحالتها في تطوُّر مستمرٍّ، وهو لا يعرف
ماذا يفعل معها؟

♦ التفاصيل:
والدتي عمرها 58 عامًا، بدأت مشكلتها منذ سنتين بالابتعاد عن أقاربنا،
ثم تطوَّر الأمر وصارتْ تشكُّ فيمن حولها وأنهم يريدون أذيَّتها بكلّ
ِ ما يستطيعون؛ مِن سحر وحسد وفضائح وتسليط أفراد عليها... إلخ.

بسبب الشكِّ قامتْ أمي بتغيير بعض متعلِّقات المنزل، ومنعَت أقاربنا من
دخول البيت، ثم تطور الأمر وبدأتْ تسمع أصواتًا غير موجودة، وترى
أشياء غير موجودة، وأحيانًا تظهر بشخصية أخرى، وتزعم أنها جنيّ
ٌ أتى لحمايتها مما يفعله أقرباؤها، ثم هدَّدنا هذا الجنيُّ جميعًا أنه سوف
يرسل ملك الجان إلى أقاربها لعقابهم على أفعالهم، وأخبرنا أنه يتمنَّى الخروج
من جسدها لكنَّه لا يستطيع لأن هناك من يَمنعه.

دائمًا تشعر أمي بالظلم، وتَشعر أن هناك من يتسلط عليها لسبِّها،
والبصق عليها، ومتابعة حركتها في المَنزل!
ذهبتُ بها إلى طبيب نفسي وكتب الطبيب لها دواءً، لكنها بعد تناوله
لا تشعر بالزمن، ولا تشعُر بالوقت، وعندها ثِقل في اللسان.

أمي لا تشعر إلى الآن بأي آلام عضوية، كما أنها لا ترغب في الأكل
لأنه أحيانًا يسبِّب لها بعض المتاعب، وقد خسرت الكثير من وزنِها
خلال عامٍ ونصف!
الجواب

الحمدُ لله الذي تتمُّ بنوره الصالحات، وبذكره تَنقضي الحاجات، نبدأ
مستعينين بالله في حلِّ المشكلة.
شكرًا على ثقتك في موقع الاستشارات بشبكة الألوكة.
أخي الكريم:
تشخيص المرض: ذهان.
العلاج: يجب تقديم الدعم النفسي للمريض عن طريق تفهم حالة المريض،
وأن تصرُّفاته نتيجة لوجود اضطراب عقلي، ومن ثَم يجب عدم استخدام العنف
مع المريض، وعدم الرد عليه بطريقة يَفهم منها أنه مضطهد،
وكذلك عدم استخدام القوة معه، وعدم السخرية منه، وعدم إقناعه
بخطئه في حالة التلفُّظ بألفاظ غير مفهومة أو غير صحيحة؛
لأن ذلك يحبطه ويجعله ينظر للأسرة بأنها تضطهده، وأيضًا لا يجب
نقد أفعاله، ولا توجيه ألفاظ قاسية له، مع الأخذ في الاعتبار عدم
المبالَغة في الرعاية، وينبَّه على أفراد الأسرة أنَّ المريض سيكون في
الغالب غير متعاون، ولا يهتمُّ بنظافته الشخصية، وهنا علينا تذكيره
ليقوم بذلك بنفسه دون استِخدام صيغة الأمر.

محاولة إقناع المريض بأنَّ الأقارب أكثر الناس حبًّا له، وأنهم لا يُمكن
أن يتسبَّبوا له في أذى أو ضرر، مع تذكيره ببعض المواقف الإيجابية
التي قام بها بعض الأقارب، مما يُساعد على طرد الأفكار الخاطئة
عن الأقارب.

إذا كان المريض يستطيع الصلاة فإننا نُشجِّعه على ذلك، ونذكِّره بالمواقيت،
وفي حالة الاستجابة هنا نُشاركه في قراءة أذكار الصباح والمساء،
مع سماع القرآن الكريم.
في حالة عدم الاستجابة يفضَّل الذهاب إلى المستشفى، والعرض
على المتخصِّصين
والله الشافي والمُعين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق