الأربعاء، 28 مارس 2018

الصلاة على السجادة في المسجد

السؤال

بالنسبة للصلاة على السجاد في المسجد من المعلوم أن مسجد رسول الله

صلى الله عليه وسلم كان من جنس الأرض، ففي الصحيح

عن أبي سعيد الخدري في حديث اعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(اعتكفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم )

فذكر الحديث، وفيه قال:

من اعتكف فليرجع إلى معتكفه، فإني رأيت هذه الليلة ورأيتني أسجد

في ماء وطين وفي آخره: فلقد رأيت بعيني صبيحة إحدى وعشرين

على أنفه وأرنبته أثر الماء والطين ، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية

رحمه الله هذه المسألة في (الفتاوى الكبرى) (3 \ 32- 33- 34) طبعة

دار المعرفة لبنان، بتصحيح حسنين مخلوف في سؤال وجه له، حيث كان

جوابه: (الحمد لله رب العالمين، أما الصلاة على السجادة بحيث يتحرى

المصلي ذلك فلم تكن هذه سنة السلف من المهاجرين والأنصار،

ومن بعدهم من التابعين لهم بإحسان على عهد رسول الله صلى الله عليه

وآله وسلم، بل كانوا يصلون في مسجده على الأرض، لا يتخذ أحدهم

سجادة يختص بالصلاة عليها، وقد روي أن عبد الرحمن بن مهدي

لما قدم المدينة بسط سجادة، فأمر مالك بحبسه فقيل له:

إنه عبد الرحمن بن مهدي، فقال: أما علمت أن بسط السجادة

في مسجدنا بدعة) ثم ذكر رحمه الله حديث أبي سعيد الخدري

الذي تقدم وأحاديث أخرى تدل على ذلك.

لكن استشكل علي فهم الجواب، وذلك فيما وضعت فوقه خطا، فهل معنى

ذلك أن يتخذ سجادة يسجد بها من دون المصلين، أم لكل المصلين فنحن

مثلاً عندنا الرمل، ومسجدنا غير مبلط وإنما فيه الرمل وهو نظيف، ففي

فصل الصيف مثلاً يبسط في المسجد بساط أبيض طويل على طول الصف،

وعرضه حوالي نصف متر، أي: قدر ما يضع يديه وجبهته وأنفه عليه.

فهل فيما وصفته لكم تعتبر في هذه الحالة بدعة؟ مع العلم أنه لا ضرورة

تدعو إلى اتخاذها لا حر ولا غبار ولا غيره، اللهم إلا في حالة

الاختصاص؟ الرجاء أن يكون الجواب واضحًا ومختصرًا

حتى لا نسيء الفهم.

الإجابة

الصلاة على السجادة الخاصة بالمصلى أو على السجاد العام للمصلين

في المسجد لا بأس بها، وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم على الحصير،

وعلى غيره من الفرش، وصلى على الأرض، ولم يكن صلى الله عليه وسلم

يتقيد بحالة معينة من ذلك، بل كان يصلي على ما تيسر

وأما ما ذكره شيخ الإسلام، فإنه في موضوع خاص، وهو ما يفعله

المبتدعة من اعتقادهم فضيلة الصلاة على سجادة خاصة،

ويرون أن الصلاة عليها أفضل من الصلاة على غيرها

و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق