الأربعاء، 28 مارس 2018

معاناة مع اليأس والإحباط

السؤال

♦ الملخص:
شابٌّ لديه يأسٌ شديد، وابن عمه يُحاول مساعدته والذهاب به إلى
الطبيب النفسي، لكن الشاب يرفض.

♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لديَّ ابن عم عمرُه 17 عامًا، يُعاني مِن حالة نفسية شديدة التعقيد،
لا أعلم ما هي تحديدًا، والمشكلة أنه يرفُض الذهاب إلى الطبيب النفسي!

ابن عمي شاب كثير التغيب عن المدرسة، ويتغيب عن الامتحانات
المصيرية بالنسبة لأي شاب في سِنِّه! فهو شديدُ اليأس والإحباط،
ويرى أنه لا يَستطيع أحد أنْ يحلَّ مشكلته، فكلُّ مَن يُمكنه تقديم
النصح قد فَكَّر في كلامهم فيما يُريدون قوله قبل أن يقولوه!

يقضي أيامًا طويلة دون أن يتناول طعامًا، حتى بدا على وجهه
الشحوب، وخسر قدرًا كبيرًا مِن وزنه، ويسهر الليالي يُفَكِّر في حاله!

هذا الشابُّ يرى أن المجتمعَ بأكمله تنتفي عنه صفات المجتمع المسلم،
وأنه لا مكان له بين مجتمعٍ بهذا القَدْر مِن الخبث والصفات السيئة،
وكثيرًا ما يَخوض في تفسير نظرات الناس له، ويُحلِّل نياتهم، ويرى
أنَّ كل الناس على باطل، ووجودهم مُضِر لنفسه!

أفكارُه شديدة التقلُّب والتخبط، وقد صاحب هذا الوضعَ النفسيَّ بعد
فترة من الزمن ألمٌ عضويٌّ في صورة صداع، واضطراب في نبضات
القلب، وكوابيس مرعبة، حتى إنه أَقْدَمَ على الانتحار ليخرج مِن
هذه الدوامة!
أشيروا علينا كيف نتعامَل معه بارك الله فيكم؟
الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أُرحِّب بك أخي في قسم استشارات شبكة الألوكة، وبعدُ:

فكان الله في عون ابن عمك، وشفاه وعافاه مما هو فيه.
ابن عمك بحاجةٍ إلى طبيبٍ نفسي يُحدِّد مشكلته، ويُعالجه بالعقاقير
الطبية وبالعلاجات النفسية، وأرجو عدم التأخُّر في أخْذِه للطبيب.

إنْ بقيَ على رفضِه الذهاب للطبيب، فيُمكنك وبمساعدة أحدٍ مِن أهله
يكون عاقلًا ومتفهمًا - زيارة طبيب نفسي، وإخباره بحالة قريبك،
وهو سينصحكم بما يجب عليكم فِعلُه، فقد تكون حالتُه تستوجب دواءً
معينًا، فيمكنكم إعطاؤه على أنه مُكمل غذائي، وإن رفض ذلك فمكنكم
طَحْن الدواء وخلطه بطعامه.

وإن رأى الطبيب أنه بحاجة لرؤية الشاب والتكلم معه، فيمكن أن ترتبوا
وقتًا مناسبًا يزوركم فيه الطبيب في المنزل، ويقابل الشاب هناك دون
أن يعلمَ الشاب أنه طبيبٌ نفسي!

لا تتحمل مسؤوليته وحدَك، وعليك إخبار أحد مِن أهله ليُساعدك
ولينتبه له؛ كيلا يحاول الانتحار مجددًا.
لا تنسَ أن القرآن الكريم شفاء للأمراض، وخاصة الأمراض النفسية،
فعليكم بتشغيل المسجل على القرآن في البيت أكثر الوقت، ففيه
راحة للنفس، ومبعث للاطمئنان، ولا تنسوا الرقية الشرعية، فإنْ رفض أن
يرقيه أحد، فاقرؤوا على الماء الذي يشربه، والطعام الذي يتناوله.

وأخيرًا لا تنسوا الدعاء له بظهر الغيب أن يشفيه الله تعالى ويحفظه،
واغتنموا ساعات الإجابة والتي منها الثُّلُث الأخير مِن الليل.
شفى الله تعالى قريبكم، وعافاه وأعانكم على مساعدته والوقوف
إلى جانبه، وجزاكم عن هذا خيرًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق