الأربعاء، 9 مايو 2018

من أضرار الإشاعات

من أضرار الإشاعات

د. سليمان الحوسني

السؤال

♦ الملخص:
شابٌّ حصلتْ مشكلات في عائلته، وقيلتْ عنه بعض الشائعات التي
أثرتْ على علاقته مع والده، ويسأل عن كيفية تخطي الآلام النفسية
الصعبة التي يعيش فيها.

♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حصَل خلافٌ بين عائلتي وعائلة زوجة أخي، ولم تكن لي علاقة بهذه
المشكلات، ثم فوجئتُ بأنَّ زوجة أخي نشرتْ عني كلامًا سيئًا غير
صحيح للإيقاع بيني وبين أهلي!

وللأسف طارت الشائعات بين الأهل والأصدقاء، وأصبحتُ محلًّا للسُّخرية
بين زملائي بسبب هذا الكلام، وساءتْ نفسيتى كثيرًا، ووقعتُ مع أبي
في مشكلات كثيرة؛ لأنه صدَّق تلك الشائعات عني.
أخبروني كيف أتخطَّى الآلام النفسية الصعبة التي أعيش فيها؟
الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ومرحبًا بك في شبكة الألوكة.
اعلم في البداية أنَّ الإنسان مُبتلًى في هذه الحياة، والله يَختبر عبادَه
حتى يرى مدى صبرهم ولُجوئهم إليه سبحانه وتعالى، والتقرب منه
وطلَب عونه، وكلُّ ذلك عبادة يُؤجَر عليها المؤمنُ ويرتقي في الدرجات
والمنازل، ويحصل على الحسنات وتُكفَّر عنه السيئات، وسوف يجد
قيمة ذلك عند ربه في جنات النعيم.

قضية الافتراء والكذب والغيبة والبهتان مِن كبائر الذنوب التي تَضُرُّ
صاحبها في الدنيا والآخرة، والذي يقع في ذلك إنسانٌ مريض
يَحتاج إلى علاجٍ وصبرٍ.

وقد بَيَّن النبيُّ صلى الله عليه وسلم شدة عُقوبة مَن يرمون الناس
بالباطل يوم القيامة، فقال:
( ومَن رَمَى مسلمًا بشيء يريد شَينَهُ - أي: عيبه وذمه - به، حبسه الله
على جِسر جهنم حتى يَخرُج مما قال )؛

حسنه الألباني.

اطمئن أخي الكريم؛ فالكذب خُلُق شائن يقوم على غير الحقيقة،
وصاحبُه يُكشف أمرُه، وتتضح حقيقتُه، ويصبح مَنبوذًا بين الناس،
ولا أحد يريد الاقتراب منه.

أما بالنسبة لخروجك مِن الوضع النفسي الذي أصابك، فإننا ننصحك
بالتالي:
• استحضار الأجر والثواب الذي يأتيك، وأنَّ العاقبة الحسنة للمظلوم،
وسوف يقتصُّ الله للظالم مِن المظلوم، ويُؤخذ مِن حسنات الظالم
وتُعطى للمظلوم، فإن نفذتْ حسناته أخذ مِن سيئات المظلوم فطُرِحَتْ
على الظالم.
• عليك بكثرة اللجوء إلى الله مِن خلال الصلاة على وقتها،
وقد كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمرٌ يقول لبلال:
( أرحنا بها )،
فهي راحة نفسية، وسعادة دنيوية وأخروية، وعليك الارتباط بكلام
الله القرآن العظيم، كلام الله، فهو كتابُ هداية ورحمة وسبيل
الاطمئنان، وهو أعظم الذكر؛
{ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }
[الرعد: 28].
• عليك بصحبة الصالحين الطيبين العابدين والتشاور معهم،
ومشاركتهم حلقات القرآن وطاعة الرحمن.
• عليك بنسيان إساءة الآخرين نحوك، واحتسِب الأجر عند الله،
بل ادفع السيئة بالحسنة، وقابل إساءتهم بالإحسان إليهم.
• لا يمنع أن تعرِّف بعض الصالحين مَن أساء إليك حتى ينصحوه،
ويُرشدوه إلى الصواب، ويُبعدوه عن معصية الله، ولك نصيب مِن الأجر.
• لا تَحْمِلْ في قلبك على أبيك، والتَمِسْ له العذر، فأنت ولدُه وحبيبُه
وعزيزٌ عنده ويخاف عليك، وحاوِلْ كثرة الإحسان إليه، وتعريفه
ببعض أصدقائك الصالحين، حتى يُوضِّحوا له أخلاقك الحسنة،
وأنك خلاف ما نُقِلَ له.
• تحلَّ بالصبر، فهو سلاحُ المؤمن،
{ وبَشِّر الصابرين }،
وعليك بكثرة الدُّعاء، وتَذَكَّرْ قولَ الله:
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }

[البقرة: 186].
وفي الختام نسأل الله لك التوفيق والسداد.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق