الجمعة، 11 مايو 2018

الامتحانات على الأبواب


أيام الامتحانات أرى كثيرًا من الطلاب في المواصلات والشوارع
ممسكين بأوراق وكتب يذاكرون، حتى أن البعض لا تفارقهم هذه الأوراق إلا على
باب اللجنة، وكنت مثلهم، حتى قررت في وقت ما أن أتوقف عن أي
شيء له علاقة بالمذاكرة بمجرد الخروج من المنزل متجهة إلى الامتحان.

وأنتِ، هل تراجعين مع أبنائك حتى آخر لحظة؟ وكيف تتعاملين مع
ما يصاحب فترة الامتحانات من ضغوط وتوتر؟
إليكِ بعض المقترحات للتخفيف من التوتر في وقت الامتحانات:

مراعاة الفروق الفردية:
إننا مختلفون. لذا، توقفي عن مقارنة أبنائك بعضهم ببعض أو بأقرانهم.
فقد يكون ابن متميزًا في الدراسة، وآخر في الفنون.. وهكذا،
ولكن نظامنا التعليمي للأسف لا يقدّر إلا الحفظ.

النجاح في الدراسة لا يعني بالضرورة النجاح في الحياة (وكذلك الفشل).
وكم من علماء وأشخاص مشهورين وناجحين في الحياة كانوا فاشلين دراسيًا!
مثل بيل جيتس صاحب شركة ميكروسوفت وأغنى أغنياء العالم الذي
لم يكمل تعليمه الجامعي لينطلق إلى عالم البرمجيات، وإديسون
-مخترع المصباح الكهربائي- الذي تم فصله من المدرسة بسبب
غبائه! وليس هذا تقليلاً من شأن الدراسة، ولكنه فقط تصحيح
للمعتقدات التي تسبب التوتر والضغوط، حتى لا تعتبري المستوى
الدراسي المؤشر الوحيد على مستقبل أبنائك.

وفري لأبنائك جوًا أسريًا داعمًا بعيدًا عن اللوم أو الترهيب أو الإذلال
بسبب كثرة المصاريف التي تنفق على دراسة الأبناء مثلًا. أعرف أنه
صعب ألا تلوميه عندما ينسى أو يعجز عن حل سؤال بُحَّ صوتك في
تحفيظه إجابته، لكن انتبهي لأن هذا اللوم سيؤثر سلبًا على أدائه في باقي
الامتحانات والأهم على صورته أمام نفسه، ولن يدفعه إلى الأفضل
كما يظن البعض. ويفضّل ألا تراجعي الامتحان معه أصلًا!

اعرفي دورك ورتبي أولوياتك.
أيهما أهم: شخصية ابنك وثقته بنفسه وعلاقتك به، أم درجاته؟


عزيزتي.. شخصية ابنك هي التي ستبقى معه مدى حياته وليس درجاته.
فكلنا يعلم أن التعليم خربان وأن بلدنا بلد الشهادات. شخصية الإنسان
ومهاراته التي يتعلمها خارج الفصل هي التي ستنفعه في حياته وعمله.
وعلاقتك بابنك هي الأبقى. ففي يوم ما ستنتهي الامتحانات والدراسة،
لكن ابنك سيظل ابنك.

علاقة الأمومة والبنوّة أكبر بكثير من اختزالها في مذاكرة وردجات.
أنتِ أم ولستِ مدرِّسة. دورك هو تربية أبناء يتمتعون بشخصيات سوية
وصحة نفسية. تلك هي مهمتك الأولى التي لا فصال فيها والتي لا ينبغي
أن تسمحي لأي شيء آخر أن يجور عليها.

كبري دماغك مع زوجك وأبنائك فترة الامتحانات بالذات فتسعة أعشار
حسن الخلق في التغافل. وإذا كان لا مفر من الشجار، فلتكن خلافاتك
مع زوجك سرًا لا يعرف عنها الأبناء شيئًا ولا يشعرون بها، لأن
الخلافات الزوجية تؤثر على نفسية الأبناء وإحساسهم بالأمان.

ليلة الامتحان للمراجعة فقط: لا ينصح بمذاكرة أشياء جديدة ليلة
الامتحان حتى لا تتداخل المعلومات ويتوتر الطفل.
يا بت اسكتي.. افصلي.. دي التلاجة بتفصل: كانت ماجدة زكي تقول
هذه الجملة لطفلتها الصغيرة في مسلسل "عائلة شلش"، أبناؤنا أيضًا بحاجة
إلى أن "يفصلوا"، ولو نصف ساعة في اليوم، من خلال اللعب
أو مشاهدة التليفزيون.. إلخ، لتجديد النشاط والطاقة.

ضروري أن يأخذ الطفل مساحة لهدوء الأعصاب وتجديد نشاط العقل:
لذا، لا ينصح بالمذاكرة حتى آخر لحظة قبل الامتحان.

يوصى بتجهيز أدوات الامتحان من الليلة السابقة.

احرصي على أن يحصل أبناؤك على الطعام الصحي والقدر الكافي
من الماء والنوم جيدًا وممارسة الرياضة.
مع تمنياتي بفترة امتحانات هادئة!

كاتب المقال

هدى الرافعي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق