الاثنين، 7 مايو 2018

أريد الطلاق لأن زوجي يعاملني كالخادمة


السؤال

♦ الملخص:
سيدة متزوجة تشكو مِن معاملة زوجها السيئة؛ إذ يعاملها كالخادمة،
وهي تُفكِّر في الطلاق.

♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوجة منذ عامين ونصف، وليس لديَّ أولاد لأن زوجي لا يُنجب.
مشكلتي أنَّ زوجي لا يُحسن معاملتي، فهو دائمًا يُقلِّل مِن شأني ويحتقرني،
ولا يسمح لي بالخروج مِن المنزل، ولا يُخرجني أو يُنَزهني، ولا يَسمَح
لي باستخدام الهاتف للحديث مع أهلي، ولا يسمح لي بالتواصُل
مع صديقاتي، ولا باستخدام الإنترنت.

قبل الزواج وعدَني بأنه سيسمح لي أن أعملَ، لكنه أخلَفَ وعدَه وأنكر،
فأحسستُ بالخداع، واهتزتْ ثقتي به، كما أنه لا يعمل عملًا جيدًا،
ودَخْلُه ضعيفٌ، وعندما يخرج مِن البيت لا يترُك لي مالًا، ويُحاسبني
على أدقِّ التفاصيل، وإذا وجد شيئًا لا يُعجبه يسبُّ ويشتم وينقص مِن قيمتي.

ظلمني وشتمني في آخر مشكلة بيننا، وأحسستُ بالإهانة وقلة القيمة،
فطلبتُ الذهاب لأهلي فرفَض، وقال: إنْ خرجتِ فلا عودةَ لك، وعندما
جاء الأهلُ للحكم بيننا قال أهلُه: مِن حقه أن يفعلَ هذا، فهو رجلٌ،
وإن أنا أردتُ البقاء فبغير شرط مني لأنه ليس مِن حقي!

بقيتُ في بيت زوجي، لكنه يُعاملني كالخادمة، حاولتُ إرضاءه بشتى
الطرُق، لكن دون جدوى، فهو يرى أني مخطئة، ويجب أن أعتذرَ فاعتذرتُ،
لكنه لم يرضَ أيضًا لأنه يريد أن يفعلَ كل شيء بدون اعتراض مني
أو النطق بحرفٍ!
أفكِّر في الطلاق جديًّا، فلا أراني إلا خادمة لا قيمة لي
الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخت الكريمة، حياكِ الله.
إنَّ مِن أعظم مقاصد النكاح عند المرأة تحقيقَ السكَن والمودة والرحمة،
والتي تنعكس على الفور على صحتها النفسية، ومِن ثَم حالتها الجسَدية،
فإنْ لم تتحقَّقْ تلك المقاصدُ ولم يتسَنَّ لها ذلك الشعور بالأمن والاستقرار
تَحَوَّل بيت الزوجية إلى غُرفة مِن غُرَف التعذيب، أو ساحة مِن ساحات الحرب المُدمِّرة.

إنَّ ما يفعله زوجك - كما يبدو - هو نوعٌ من أنواع الحيل النفسية
الدفاعية التي تولدَتْ مِن شعوره بالنقص والتقصير في حقكِ، الناتج
عن علة جسدية حالتْ دون القدرة على الإنجاب، وعِوَضًا عن الإحسان
إليكِ والتلطُّف معكِ فقد بادَر بالسوء حتى لا تُفكري في الاستكثار
مِن الإحسان، أو تفكري في مكامِن الخلَل ومواطن النقص لديه، ويبقى
منتهى أملك أن يُحسن إليكِ أو يكفيكِ شره!

أيتها الفاضلة، لقد منَع الشرعُ طلب الطلاق لغير عذرٍ شرعي؛
فعن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( أيما امرأة سألتْ زوجها طلاقًا مِن غير بأسٍ فحرامٌ عليها رائحة الجنة )،
ومِن ذلك البأس: الأمر بمعصية، أو سوء العشرة، أو علة جسدية
كعدم الإنجاب، أو عدم الإنفاق بالمعروف، أو غيرها مِن الأمور الشديدة
التي لا تستقيم الحياة بدونها.

وما ذكرتِ في زوجكِ يَمنحكِ الحق في طلَب الطلاق، ولكن عليكِ بالتفكير
في الأمر بصورة أشمل، ونظرة أوسع؛ فما مدى صحة هذا القرار؟
وماذا بعد الطلاق؟

هل لكِ مصدرٌ لكسب الرزق دون التعرُّض للوقوع في المحرمات كالاختلاط؟
هل ستتقبلين نظرة المجتمع وبعض الأحاديث الفُضولية السخيفة؟
هل ستتمكنين من الحصول على الطلاق دون نِزاعات وزيارات مُتكررة للمحاكم؟
هل مِن السهل الحصول على زوج صالح في مجتمعكِ للفتاة المُطلقة؟

ثم اكتبي مميزات وعيوب تنفيذ هذا القرار، وفي المقابل قومي بكتابة
قرار الاستمرار في هذا الزواج، مع ملاحظة عدم اعتِراف زوجكِ بخطئِه
واستمراره في الظلم وسوء المعاملة الذي قلَّ أن تتحمَّله امرأة، وبعدَ
النظر في الحالين بعين المتأمل والتفكير والاستخارة، سيتبيَّن لكِ
بإذن الله أي الطريقين أقرب للصواب.

إن الحياة يا عزيزتي لا تتحمل أنْ نُكابد فيها سوء المعاملة ممن يُفترض
بهم أن يكونوا عونًا وسندًا لنا في الحياة، ولا تتحمل أن نقضي أيامنا
نقاسي مرارة الظلم، ونتجرَّع كؤوس الذل على غير ذنب جنيناه،
أو جريمة اقترفناها، فإن لم تستقم الحياةُ لنا بشكلٍ ما فلنبحثْ عما يُعيننا على
أن نحيا حياةً طيبةً كريمةً تُساعدنا على طاعة خالقنا عز وجل.

ففكِّري في أمركِ، وحاوري زوجكِ، وصارحيه برغبتكِ في الطلاق
إن لم يستقمْ حالُه ويتقي الله في معاملتكِ، وسلي الله أن يهديكِ
إلى ما فيه صلاح دينكِ ودُنياكِ.
والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق