الأربعاء، 18 سبتمبر 2019

يريد خطبتي وأهلي يرفضون

يريد خطبتي وأهلي يرفضون


أ. فيصل العشاري

السؤال

♦ الملخص:

فتاة تعاني وسواسَ شكٍّ يتعلق بالعقيدة، مما أثَّر على مستواها الدراسي،
وأضعف ذاكرتها، وجعلها مكتئبة، وتسأل عن حلٍّ.

♦ التفاصيل:

أنا فتاة في منتصف العقد الثاني من العمر، عندما بدأتُ أُصلي أُصبت بوسواس الشك في العقيدة والدين،
ودخلتُ في حالة اكتئاب، ومِن ثم سألت شخصًا، فأخبرني أن هذا من الشيطان، وعليَّ ألا أستسلم،
ففرِحتُ وظننتُ أني شُفيت، لكني لم أُشفَ، فقد تغيَّر الوسواس إلى إحساس بالذنب في كل شيء،
فعندما آكل أو أدرُس أحس بالذنب؛ لأن هناك فقراءَ لا يأكلون،
أو أنهم ليسوا متفوقين في الدراسة! وبقيتُ مدة شهر كامل مصابة بالأرق، فذهبت إلى طبيب نفسي،
فوصف لي دواء (زولفت) جرعة حبة لمدة شهر، وتضاعفت إلى حبتين، وأتناوله إلى الآن، لكن لم يتغير شيء،
فقد انتقلت من وسواس الأفكار إلى وسواس الخوف من التكبُّر على الناس، مع العلم أني لا أحب المتكبرين،
لكني صرتُ أشك، وشمل هذا الوسواس دراستي، فصرتُ أُحس بالذنب، وأني لا يجب أن أكون متفوقة!
كذلك شمل علاقاتي مع أفراد قسمي.

دخلت في حالة اكتئاب بسبب وسواس كبير، وهو أني صرتُ أفكِّر كثيرًا في الشيطان،
ولم أعُد أستطيع فَهم الأمور من حولي، حتى عندما أتحدث مع شخص، أفكر ماذا لو أن الذي يقوله من الشيطان؟

لم أعُد أستطيع فَهم الأساتذة، ولا أستطيع حل مسألة في الدراسة، وكذلك لم أعُد أفرِّق بين الإنسان الخلوق
والإنسان المنحرف، صرتُ أمشي بلا وعي.

أبكي طول اليوم على حال والديَّ وأملهم فيَّ أن أنجح وأُفرحهم وأنا في حالتي هذه،
تمنيتُ لو أن هذا كله لم يحدُث،
فقد ضعُفت شخصيتي جدًّا، ولا أثق في نفسي، ولا أستطيع أن أجد حلًّا لنفسي،
حتى ذاكرتي تراجعت؛ لأني لم أعُد أستخدم دماغي، فما الحل؟

الجواب

الأخت الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله،

أولًا: نسأل الله أن يعينك على هذا الألم النفسي تجاه هذا المرض (الوسواس القهري)، الذي يبدو واضحًا وجليًّا في أثناء كلامك

ثانيًا: هذا المرض ابتلاء، ولا بد له من صبر ومصابرة، واحتساب الأجر عند الله تعالى.

ثالثًا: لا بد أن تعلمي أن علاج هذا المرض يتوقف على أمرين:

1- تناول العلاج الدوائي باستمرار والذي قد يمتد سنوات، وإذا مرَّت مدة طويلة ولم تجدي تحسنًا يُذكَر من دواء معين،
فلك أن تراجعي الطبيب ليغيِّر لك الدواء، أو يعدِّل الجرعة.



2- العلاج السلوكي، بمعنى الإرشادات والنصائح، وهذه لا بد أن يقوم بها مختص نفسي،
بحيث يعقد لك جلسات نفسية منتظمة، ويعطيك بعض النصائح في كيفية التعامل مع الوسواس القهري،
والمختص النفسي غير الطبيب النفسي، فالأول يعطيك نصائح فقط، والثاني يعطيك الدواء.



رابعًا: لا تكثري من سؤال الناس عن الوسواس القهري؛ لأن هذا يزيد من حِدَّة الأفكار الوسواسية لديك،
وعليك الاكتفاء بالمختص النفسي فقط في هذا الجانب.

خامسًا: صاحب الوسواس القهري يجلد ذاته كثيرًا، ويؤنب نفسه طوال الوقت، وهنا ينبغي أن تعرفي أن الله غفور رحيم،
وأنك مريضة، والمريض له أجر عند الله، فمن كان له أجر عند الله، فهذا يعني أن الله يحبه، وبالتالي فلا داعي لتأنيب الضمير هنا،
بل عليك أن تفرحي أن الله يحبك، وأنه سوف يعطيك أجرًا على هذا المرض؛
يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري من حديث أبي سعيد وأبي هريرة:
"ما يُصيب المسلم من نَصَب ولا وَصَبٍ، ولا همٍّ ولا حزن، ولا أذى ولا غمٍّ،
حتى الشوكة يشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه".

فمريض الوسواس القهري مأجور على هذا المرض

سادسًا: أنت معذورة فيما يتعلق بالوسواس القهري،
وذلك لأن الوسواس القهري هو كاسمه نوع من الإكراه والقهر للنفس.

عليك أن تتذكَّري هذه القاعدة:

مريض الوسواس القهري معذور مأجور، أسأل الله لك الشفاء والعافية.

منقول للفائدة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق