السبت، 21 سبتمبر 2019

هل هذه أعراض الفصام؟

هل هذه أعراض الفصام؟


أ. أميمة صوالحة
السؤال
♦ الملخص:
فتاة تعاني من الوسواس القهري منذ الطفولة، تبلَّدتْ مشاعرُها، فلا تشعُر بشيءٍ،
وتفكِّر في الانتحار وتسأل عن سببِ تدهور حالتها؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله، أنا فتاة في العقد الثاني من عمري، أُصبت بالوسواس القهري منذ طفولتي،
واستمرَّ معي إلى الآن، بدأ جسمي يُخدَّر، ولا أشعُر برأسي، فأسقط، وأشعر بالتعب فلا أستطيع إنجاز أعمالي،
ومِن ثَمَّ تراجع مستواي الدراسي بعد أن كنتُ متميزة.
شعر أن الجميع يسمع ويقرأ أفكاري، صامتة دائمًا، تبلَّدت مشاعري، فلا أشعُر بفرح ولا حزنٍ،
وربما أضحك من أمرٍ محزن، ووجهي خالٍ من التعابير عندما أتكلَّم، وأشعر عندما يطلُب مني
أحدٌ شيئًا ما أنه يُجبرني على ذلك، وفقدتُ وظيفتي!
لي خالة مصابة بالفصام منذ سنوات، فخفتُ أن أُصبح مثلها، فأخذتُ علاج بروزاك - ٢٠ حبةً -
حبةً واحدة لمدة 6 أيام، والآن أشعر بالدوار، وفقدتُ الإحساس بالذنب تمامًا، وعندما يكلِّمني أهلي لا أرد عليهم،
ولا أعلَم مَن أنا، وماذا أفعل، وتهاونتُ في صلاتي، وأصبحت أخاف من الانتحار! والآن تركتُ البروزاك،

ولازمتُ الفراش حتى لا أفعل شيئًا، وسؤالي هو: هل هذه الأعراض نتيجة البروزاك، أم أن مرضي تطوَّر؟
الجواب
لسائلة الكريمة نسأل الله أنْ يعافيك ويحفظك من كل سوءٍ.
بدايةً، التشخيص الدقيق للأمراض النفسية كسائر التشخيصات للأمراض البدنية،
يحتاج دومًا إلى التوجه إلى العيادات المختصة للحصول على النتائج الموثوقة،
كما أن الأعراض التي ذكرتِها بكافة تفاصيلها هي أعراض تصاحب عددًا من الاضطرابات النفسية ابتداءً من الاكتئاب،
لذلك من غير الممكن هنا أنْ يُشار إلى ما تعانين منه على أنه فصام، خاصة وأن من أهم ما يُميز مرض الفصام
عن بقية الاضطرابات والأمراض النفسية، هو الهلوسات السمعية والبصرية، التي لم تشيري إليها في سؤالك.
وبالنسبة إلى تناول الدواء أو التوقف عنه، فلا بد أنْ يكون من خلال وصفة طبية وتوصية بذلك،
بعد إجراء بعض الفحوصات الطبية للتأكد من الحاجة إلى تناول الدواء أو عدمه.
من المتعارف عليه علميًّا أن تعاطي العقار Prozac قد يُسبب آثارًا جانبية، ومنها الغثيان والشعور بالصداع،
وقد يؤدي إلى بعض الاضطرابات العقلية أحيانًا، والميول إلى التفكير في محاولات الانتحار،
إضافة إلى الشعور المتواصل بالتعب ونقص الدافعية التي أشرتِ إليها من خلال الرغبة في ملازمة الفراش!
بالنسبة إلى إشارتك إلى وجود إصابة مسبقة بمرض الفصام في العائلة، فبالرغم من أن الدراسات العلمية لم تُثبت
حتى اليوم أسبابًا مؤكدة، فإنه من المحتمل أنْ يكون ارتباط العوامل الجينية بالعوامل البيئة سببًا للإصابة بالمرض.
بعض التوصيات التي ننصحك باتباعها للمساعدة:
♦ يُمكنك استشارة الطبيب المختص، وتغيير نوع الدواء المضاد للاكتئاب؛ بحيث لا يُسبب الآثار الجانبية التي يسببها Prozac.
♦ التداوي من الاضطرابات النفسية وعلاجها يحتاج إلى الثبات في مواجهة الآثار، والإيمان بالقدرة على التعايش مع الضغوط المصاحبة،
إضافة إلى أهمية الانخراط في أساليب الدعم النفسي، واللجوء للعلاج السلوكي المعرفي، وعدم الاعتماد على العقاقير وحدها.
وأخيرًا، الحاجة إلى الأسرة والأصدقاء الداعمين في هذه المرحلة، من أهم العناصر التي ستقدِّم لك الفرصَ المناسبة للخروج من إطار هذه المشكلة.
خالص التمنيات بالشفاء العاجل والسعادة الدائمة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق