الســــؤال :
سائل يقول : سماحة الشيخ ،
كيف كانت صلاة المصطفى صلى الله عليه و سلم ؟
وجهونا في ضوء سؤالنا جزاكم الله خيراً
الإجــابــة :
كانت صلاته صلى الله عليه و سلم تخفيفا في تمام ،
كما قال أنس رضي الله عنه
[ ما صليت خلف أحد أتم صلاة ، و لا أتم و لا أخف صلاة
من النبي عليه الصلاة و السلام ، كانت صلاته تخفيفا في تمام ]
يتم ركوعها و سجودها و اعتدالها بعد الركوع و بين السجدتين ،
و لكن لا يطيل إطالة تمل الناس و تشق عليهم ، و هكذا السنة ،
أن يصلي المؤمن تخفيفا في تمام ، الإمام و المنفرد ،
أما المأموم فهو تابع لإمامه ،
و يقول صلى الله عليه و سلم :
( أيكم أم الناس فليخفف ؛
فإن فيهم الصغير و الكبير و الضعيف و ذا الحاجة )
و يقول عليه الصلاة و السلام :
( صلوا كما رأيتموني أصلي ) عليه الصلاة و السلام ،
فالتخفيف أن تتأسى بصلاته صلى الله عليه و سلم ، و هي تخفيف في تمام ،
كان يقرأ في الظهر من أوساط المفصل ، و في العصر أقل من ذلك أخف من الظهر ،
و في المغرب من قصاره ، و تارة من طواله ، و تارة من أوساطه ،
و الغالب في المغرب أن يقرأ بالقصار ، و كان يقرأ في العشاء بأوساط المفصل ،
و في الفجر بطوال المفصل مثل : ( ق ) ، و ( الطور ) و ( الذاريات ) و نحوها ،
و كان يركع ركوعا فيه إتمام و فيه تخفيف ، ربما سبح سبع تسبيحات ،
عشر تسبيحات : سبحان ربي العظيم ، سبحان ربي العظيم .
و يقول في ركوعه :
سبحانك اللهم ربنا و بحمدك ، اللهم اغفر لي ، سبوح قدوس رب الملائكة و الروح .
و كان إذا اعتدل بعد الركوع يطمئن ، حتى يرجع كل فقار إلى مكانه ،
و كان يعتدل بعد الركوع حتى يقول القارئ قد نسي ، و هكذا بين السجدتين ،
يعتدل بين السجدتين ، و يقول : رب اغفر لي ، رب اغفر لي ،
( اللهم اغفر لي و ارحمني و اجبرني و اهدني و ارزقني )
و لا يعجل ، حتى يرجع كل فقار إلى مكانه ،
و كان في السجود أيضا يطمئن و يسبح عدة تسبيحات ؛ عشر تسبيحات ،
و كان أنس رضي الله عنه صلى خلف بعض الأئمة ،
فقال : إنه أشبه صلاة بالنبي صلى الله عليه و سلم ،
و كان يعد له في الركوع و السجود عشر تسبيحات ،
فإذا سبح عشرا أو سبعا أو خمسا فكل هذا حسن :
سبحان ربي العظيم . في الركوع ، و : سبحان ربي الأعلى . في السجود .
رب اغفر لي : بين السجدتين ، لكن مع الطمأنينة ، حتى يرجع كل فقار إلى مكانه ،
هكذا كان صلى الله عليه و سلم يصلي تخفيفا في تمام ،
و السنة للأئمة أن يتأسوا به ؛
لقوله صلى الله عليه و سلم :
( صلوا كما رأيتموني أصلي )
و هكذا الأفراد ، إذا صلى الإنسان فردا لمرض أو غيره يتأسى بالنبي صلى الله عليه و سلم ،
و هكذا النساء يصلون كما كان النبي يصلي عليه الصلاة و السلام ، تخفيفا في تمام ،
و قد سمعت صفة صلاته عليه الصلاة و السلام ،
كان يتم ركوعه و سجوده و كان يعتدل بين السجدتين و يعتدل بعد الركوع و لا يعجل ،
و كان يقرأ في الظهر و العصر من أوساط المفصل ، لكن العصر أخف ،
و في المغرب من قصار المفصل ، و ربما قرأ من طواله كـ ( الطور ) و غيرها ،
و ربما قرأ بـ ( المرسلات ) ، عليه الصلاة و السلام ، فتارة يطيل في المغرب ،
و تارة يقصر في المغرب ، عليه الصلاة و السلام ،
و في العشاء بأوساط المفصل ، مثل : ( هل أتاك حديث الغاشية )
و مثل : ( و الفجر ) ، و مثل : ( سبح ) ، و مثل : ( والسماء ذات البروج ) ،
و في الفجر يقرأ بطوال المفصل ، مثل : ( الذاريات ) ، و : ( ق والقرآن المجيد ) ،
و مثل : ( الطور ) ، و مثل : ( اقتربت الساعة ) ،
و مثل : ( تبارك الذي بيده الملك ) ، و أشباه ذلك .
و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق