السبت، 29 ديسمبر 2012

توبة قاطع سبيل

 
كان رجل من بني جشم بن بكر يقال له: جحدر، يخيف السبيل بأرض اليمن، وبلغ خبره الحجاج، فأرسل إلى عامله باليمن يشدد عليه في طلبه، فلم يزل يجد في أمره حتى ظفر به، وحمله إلى الحجاج بواسط.
فقال له: ما حملك على ما صنعت؟
فقال: كَلَبُ الزمانِ، وجراءةُ الجَنان.
فأمر بحبسه، فحبس فحن إلى بلاده، وقال:


لقد صدع الفؤاد وقد iiشجاني
تجاوبتا بصوْت
ii
أعجمي
فأسبلت الدموع بلا احتشام
فقلت لصاحبي دعا
ii
ملامي
أليس الله يعلم أن
ii
قلبي
وأهوى أن أعيد إليك
ii
طرفي
أليس الليل يجمع أم عمرو
بلى وترى الهلال كما
ii
أراه
فما بين التفرق غير
ii
سبع
ألم ترني غذيت أخا
ii
حروب
أيا أخوي من جشَم بن
ii
بكر
إذا جاوزتما سعفات
ii
حجر
لفتيان إذا سمعوا
ii
بقتلي
وقولا جحدر أمسى
ii
رهيناً
ستبكي كل غانية
ii
عليه
وكل فتى له أدب
iiوحلم
















بكاء حمامتين iiتجاوباني
على غصنين من غرَب
ii
وبان
ولم أك باللئيم ولا
ii
الجبان
وكُفّا اللوم عني
ii
واَعذراني
يحبك أيها البرق
ii
اليماني
على عُدَواء من شغلي وشأني
وإيانا فذاك بنا
ii
تَدَان
ويعلوها النهار كما
ii
علاني
بقين من المحرم أو
ii
ثمان
إذا لم أجن كنت مِجَن
ii
جان
أقلا اللوْم إن لا
ii
تنفعاني
وأودية اليمامة فانعياني
بكى شبانهم وبكى
ii
الغواني
يحاذر وقع مصقول
ii
يماني
وكل مخضب رخص
ii
البنان
معديٌّ كريم غيرُ
iiوانِّ
فبلغ شعره هذا الحجاج، فأحضره بين يديه، وقال له: أيما أحب إليك أن أقتلك بالسيف أو ألقيك للسباع!؟
فقال له: اعطني سيفاً، وألقني للسباع!. فأعطاه سيفاً، وألقاه إلى سبع ضارِ مجوّع، فزأر السبُعُ وجاءه، فتلقاه بالسيف ففلق هامته!. فكرّمه الحجاج واستتابه، وخلع عليه، وفرض له في العطاء، وجعله من أصحابه.
* معجم البلدان، ياقوت الحموي، المجلد الثاني، ص210 – 211، منشورات مكتبة الأسدي، رقم 7، طهران، ط1965م.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق