كان رجل من بني جشم بن بكر يقال له: جحدر، يخيف السبيل بأرض
اليمن، وبلغ خبره الحجاج، فأرسل إلى عامله باليمن يشدد عليه في طلبه، فلم يزل يجد
في أمره حتى ظفر به، وحمله إلى الحجاج بواسط.
فقال له: ما حملك على ما صنعت؟
فقال: كَلَبُ الزمانِ، وجراءةُ الجَنان.
فأمر بحبسه، فحبس فحن إلى بلاده، وقال:
لقد صدع الفؤاد وقد iiشجاني
تجاوبتا بصوْت iiأعجمي فأسبلت الدموع بلا احتشام فقلت لصاحبي دعا iiملامي أليس الله يعلم أن iiقلبي وأهوى أن أعيد إليك iiطرفي أليس الليل يجمع أم عمرو بلى وترى الهلال كما iiأراه فما بين التفرق غير iiسبع ألم ترني غذيت أخا iiحروب أيا أخوي من جشَم بن iiبكر إذا جاوزتما سعفات iiحجر لفتيان إذا سمعوا iiبقتلي وقولا جحدر أمسى iiرهيناً ستبكي كل غانية iiعليه وكل فتى له أدب iiوحلم |
|
بكاء حمامتين iiتجاوباني
على غصنين من غرَب iiوبان ولم أك باللئيم ولا iiالجبان وكُفّا اللوم عني iiواَعذراني يحبك أيها البرق iiاليماني على عُدَواء من شغلي وشأني وإيانا فذاك بنا iiتَدَان ويعلوها النهار كما iiعلاني بقين من المحرم أو iiثمان إذا لم أجن كنت مِجَن iiجان أقلا اللوْم إن لا iiتنفعاني وأودية اليمامة فانعياني بكى شبانهم وبكى iiالغواني يحاذر وقع مصقول iiيماني وكل مخضب رخص iiالبنان معديٌّ كريم غيرُ iiوانِّ |
فبلغ شعره هذا الحجاج، فأحضره بين يديه، وقال له: أيما أحب
إليك أن أقتلك بالسيف أو ألقيك للسباع!؟
فقال له: اعطني سيفاً، وألقني للسباع!. فأعطاه سيفاً، وألقاه
إلى سبع ضارِ مجوّع، فزأر السبُعُ وجاءه، فتلقاه بالسيف ففلق هامته!. فكرّمه
الحجاج واستتابه، وخلع عليه، وفرض له في العطاء، وجعله من أصحابه.
* معجم البلدان، ياقوت الحموي، المجلد الثاني، ص210 – 211،
منشورات مكتبة الأسدي، رقم 7، طهران، ط1965م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق