الأحد، 11 ديسمبر 2016

التلفظ بالنية


سمعت مرة من أحد الشيوخ ، إن لا يجب النطق بالنية، يكتفي الفعل
مثلاً: نية الصوم ، القيام للسحور
 
فهل الأفعال تكفي عن النية اللفظية؟؟
 
إذا كان لا.. فهل هناك صيغة محددة أو محببة للنية؟؟
 
الجواب :

لا يجوز التـّـلفّـظ بالنية ، إذ التـّـلفّـظ من محدثات الأمور
 
 
قال ابن عمر لما سِمع رجلا عند إحرامه يقول :
اللهم إني أريد الحج والعمرة
 
 
فقال له :

أتُعلّم الناس ؟
أو ليس الله يعلم ما في نفسك ؟
 
فلا يتلفّظ بالنية حتى عند إرادة الحج والعمرة
فلا يقول عند إرادة عقد الإحرام : اللهم إني أريد الحج والعمرة .
وإنما يُلبّي بالحج والعمرة معاً أو بأحدهما
 
 
فيقول
كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
لبيك عمرة وحجة
أو : لبيك عمرة
 
وهذا ليس من التلفظ بالنية
إنما هو بمنزلة التكبير عند دخول الصلاة .
 
 
وكذلك إذا أراد الصلاة فلا يقول
كما يقول بعض الجهلة - :
اللهم إني أريد أصلي صلاة الظهر أربع ركعات .
 
فإن هذا لم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم
ولا عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم .
 
 
وكذا الأمر بالنسبة لسائر العبادات ؛ لأن النيّة محلّها القلب .
فيكفي فيها عقد العزم على الفعل
 
 
كما أن نيّة تبييت الصيام من الليل لصوم الفريضة
تكفي من أول شهر رمضان إلا أن يقطع النية بسفر
 أو فطر لمرض وعذر .
 
 
ويكفي في النية العزم على الفعل
فإنه إذا عزم على صيام يوم غد ثم صامه
أجزأته النية التي عقدها بقلبه .
 
 
ويُقال نفس الكلام في نية الصلاة ،
ولكن لا بد من تعيين النيّة لتلك الصلاة
هل هو يُريد صلاة الظهر أو العصر مثلاً
 
 
وكذلك الوضوء ،
فإذا توضأ المسلم ، وهو ينوي رفع الحدث ارتفع حدثه
ولو اغتسل ونوى بالغسل اندراج الوضوء تحته أجزأه وهكذا .
 
 
فالنيّة محلّها القلب ولا يجوز التلفظ بها ،
بل التلفظ بها بدعة محدَثة ،
وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
 
والله أعلم
 
كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق