الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

له في كل شيء عبرة


{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ }
 [ الحجر : 75 ] ،
 
والمتوسِّمون هم المتفكرون المعتبرون الذين يتوسمون في الأشياء
ويتفكرون فيها ويعتبرون ، ويدققون نظرهم حتى يعرفوا
حقيقة الشيء بسمته.
 
قال العلماء :
 التوسُّم من الوسم وهي العلامة التي يُستدل بها ؛ يُقال :
 توسمت فيه الخير إذا رأيت ملامح ذلك فيه ،
ومنه قول عبد الله بن رواحة للنبي صلى الله عليه وسلم :
إني توسَّمت فيك الخير أعرفه ... والله يعلم أني ثابت البصر
 
واتسم الرجل إذا جعل لنفسه علامة يُعرف بها ، والواسم :
الناظر إليك من فرقك إلى قدمك ، وأصل التوسم التثبت والتفكر مأخوذ
 من الوسم ، وهو التأثير بحديدة في جلد البعير وغيره.
 
والإشارة ﴿ فِي ذَلِكَ ﴾ إلى جميع ما تضمنته القصة التي بدأت بقوله تعالى
 
 { وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ } ،
 
 ففيها من الآيات الكثير : آية نزول الملائكة في بيت إبراهيم عليه السلام
كرامة له ، وبشارته بغلام عليم ، وإعلام الله إياه بما سيحل بقوم لوط ،
ونصر الله لوطا بالملائكة ، وإنجائه عليه السلام وآله ، وإهلاك قومه
وامرأته لمناصرتها إياهم ، وآية عمى أهل الضلالة عن أنوار الهداية ،
وآية غضب الله على المُصِرِّين على عصيان الرسل ، وهو إهانة للذين
 لم تردعهم العبر بأنهم دون مرتبة النظر ، وتعريض بمشركي مكة الذين
لم يتعظوا ؛ بأن يحل بهم ما حلَّ بالأمم من قبلهم التي عرفوا أخبارها
ورأوا آثارها ، وتعريض كذلك بمن سلك نفس الطريق

من العصاة والغافلين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق