الجمعة، 16 ديسمبر 2016

الديوث



السؤال
هل يطلق اسم (الديوث) على من يترك بناته بغير لباس إسلامي؟
فقد سمعنا من أحد الإخوان، أن الديوث ليس فقط الذي يرى امرأته
أو أخته أو زوجته تزني، وفسر هذا الأخ الحديث الذي ذكر فيه
الرسول صلى الله عليه وسلم المنكر وهو:
الديوث الذي يرى المنكر في أهله ويسكت، بإظهار المحاسن،
وليس بمن رأى الزنى في أهله. إذًا من هو الديوث؟
هل الذي يرى الزنا في أهله؟ وما هو المنكر الذي ذكر
في الحديث النبوي الشريف؟

الإجابة
روى أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

( ثلاثة قد حرم الله تبارك وتعالى عليهم الجنة: مدمن الخمر،
والعاق، والديوث الذي يقر في أهله الخبث )

، قال الهيثمي في (مجمع الزوائد): فيه راوٍ لم يسمَّ، وبقية رجاله ثقات،
وروى الطبراني عن عمار بن ياسر رضي الله عنه،
 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

( ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدًا: الديوث، والرجُلَة من النساء،
والمدمن الخمر، قالوا: يا رسول الله: أما المدمن الخمر
 فقد عرفناه، فما الديوث؟ قال: الذي لا يبالي من دخل على أهله،
 قلنا: فما الرجُلَة؟ قال: التي تتشبه بالرجال )

 ، قال الهيثمي في (مجمع الزوائد): (فيه مساتير، وليس فيهم من قيل
 إنه ضعيف). وروى البزار والطبراني عن مالك بن أحيمر رضي الله عنه،
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

( لا يقبل الله من الصقور يوم القيامة صرفًا ولا عدلاً، قلنا:
 يا رسول الله: وما الصقور؟ قال: الذي يدخل على أهله الرجال )

  ، قال الهيثمي فيه أبو رزين الباهلي ، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.

وعلى هذا فمن نظر إلى ما جاء في الرواية الأولى أطلق كلمة (الديوث)
على كل من أقر الخبث في كل من له ولاية عليه؛ من زوجته وبنته وأخته
ونحو ذلك، سواء كان الخبث زنًا أو وسائل إلى الزنا، من كشف عورة
أمام أجنبي وخلوة به، وتطيب عند الخروج ونحو ذلك مما يثير الفتنة،
ويغري بالفاحشة، ورأى أن الأحاديث الخاصة الواردة في هذا داخلة
في عموم الحديث الأول، لكن هذه الأحاديث فيها من المطاعن ما تقدم
بيانه، مع العلم بأن سكوت الإنسان عن المنكر محرم، سواء كان في أهله
أم في غيرهم، إلا أن سكوته عن إنكاره فيمن ولاه الله أمرهم أشد نكرًا،
وأعظم إثمًا؛ لكونه ولي أمرهم الخاص، سواء سمي ذلك السكوت دياثة
 أم لم يسم بذلك، فهو منكر على كل حال؛ للآيات والأحاديث العامة
 الدالة على ذلك.

 و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق