الجمعة، 28 يوليو 2017

جنة الرضا في التسليم لما قدر الله وقضى



الله سبحانه وتعالى هو الذي يعلم ما ينفعنا وما يضرنا، لذلك قد يبتلي

سبحانه بعض عباده بالخير والبعض الآخر بالشر، وقد ابتلى سبحانه

وتعالى أنبياءه واختبرهم، ومن أولئك الأنبياء أيوب عليه السلام،

فقد صبر هذا النبي على البلاء، وحمده لله سبحانه على ذلك.

إن الله تلى كتب الابتلاء على كل فرد، فلا ينجو منه أحد، لكن يبتلى

كل إنسان ببلاء يخالف بلاء الرجل الآخر، لكن لا يمضي رجل أبداً -سواء

من المؤمنين أو الكافرين- إلا وقد ابتلي في الدنيا، ورسول الله

صلى الله عليه وسلم رسم لأصحابه خطاً مربعاً، ثم مد خطاً من داخل

المربع فتجاوز المربع، ثم رسم خطوطاً قصاراً في داخل المربع،

وحول هذا الخط الطويل، ثم أشار إلى المربع وقال عليه الصلاة والسلام :

(هذا أجل ابن آدم محيط به، ثم أشار إلى الخط الطويل وقال: هذا أمله –

أي: أن أمله يحتاج إلى أضعاف عمره- ثم أشار إلى الخطوط القصار حول

هذا الخط الطويل وقال: هذه الأعراض إذا نجا من عرض نهشه الآخر).

يعني: أن الإنسان في الدنيا لا ينفك أبداً عن عرض

يعرض له وعن فتنة تلابسه.

أيوب عليه السلام أنموذج في الصبر على الابتلاء.

عندنا نماذج كثيرة من صور المبتلين: أول هؤلاء المبتلين وأشهرهم هو:

أيوب عليه السلام، زكاه ربه سبحانه وتعالى فقال:

{ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ }

[ص:44]،

وقد روى ابن حبان والإمام أحمد في مسنده قصة أيوب على لسان

الرسول عليه الصلاة والسلام، فقال: "لبث أيوب في بلائه ثمانية عشر

عاماً، فرفضه القريب والبعيد غير أخوين له، وذات يوم كانا يجلسان

عنده، فلما قاما وهما بالانصراف قال أحدهما للآخر: تعلم أن أيوب أصاب

ذنباً عظيماً؟ قال: ولم؟ قال: لأن الله ابتلاه منذ ثمانية عشر عاماً ما رفع

عنه، قال: فلم يتمالك هذا الرجل الآخر إلا أن رجع إلى أيوب عليه السلام،

فرجع إليه وقال له: إن أخي يقول: إنك ارتكبت ذنباً عظيماً، وإلا فلماذا لم

يرفع عنك الله البلاء حتى الآن؟ فقال أيوب عليه السلام: أنا لا أعرف شيئاً

من ذلك، غير أني كنت إذا سمعت الرجل يحلف، فأخاف أن يحنث فأرجع

إلى بيتي فأكفر عنه) هذا هو الذي يذكره أيوب عليه السلام.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق