الخميس، 27 يوليو 2017

مارية القبطية رضي الله عنها


 مارية القبطية رضي الله عنها
 مــارية القبطـية ( هدية المقوقس )
قدمت مارية إلى المدينة المنورة بعد صلح الحديبية في سنة سبع
 من الهجرة.
 
 وذكر المفسرون أن :
اسمها مارية بنت شمعون القطبية بعد أن تم صلح الحديبية بين الرسول
صلى الله عليه و سلم وبين المشركين في مكة بدأ الرسول في الدعوة
 إلى الإسلام وكتب الرسول صلى الله عليه وسلم كتبا إلى ملوك العالم
يدعوهم فيها إلى الإسلام واهتم بذلك اهتماماً كبيراً فاختار من أصحابه
من لهم معرفة و خبرة وأرسلهم إلى الملوك ومن بين هؤلاء الملوك هرقل
ملك الروم كسرى أبرويز ملك فارس المقوقس ملك مصر و النجاشي
 ملك الحبشة.تلقى هؤلاء الملوك الرسائل وردوا رداً جميلا ما عدا كسرى
ملك فارس، الذي مزق الكتاب.
 
لما أرسل الرسول كتاباً إلى المقوقس حاكم الإسكندرية والنائب العام
للدولة البيزنطية في مصر أرسله مع حاطب بن أبي بلتعة وكان معروفاً
بحكمته وبلاغته وفصاحته فأخذ حطاب كتاب الرسول صلى الله عليه و سلم
 إلى مصر وبعد ان دخل على المقوقس الذي رحب به واخذ يستمع إلى
كلمات حاطب فقال له ' يا هذا إن لنا ديناً لن ندعه إلا لما هو خير منه'.
 
واُعجب المقوقس بمقالة حاطب فقال لحاطب:
' إني قد نظرت في أمر هذا النبي فوجدته لا يأمر بزهودٍ فيه ولا ينهي
عن مرغوب فيه ولم أجدهُ بالساحر الضال ولا الكاهن الكاذب ووجدت معه
آية النبوة بإخراج الخبء و الأخبار بالنجوى وسأنظر.
 
أخذ المقوقس كتاب النبي صلى الله عليه و سلم وختم عليه
 وكتب إلى النبي صلى الله عليه و سلم :
" بسم الله الرحمن الرحيم لمحمد بن عبدالله من المقوقس عظيم القبط
سلام عليك أما بعد فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت فيه وما تدعو إليه
وقد علمت أن نبياً بقيوكنت أظن أنه سيخرج بالشام وقد أكرمت رسولك
وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم وبكسوة وأهديتُ إليك
بغلة لتركبها والسلام عليك".
 
 وكانت الهدية جاريتين هما:
مارية بنت شمعون القبطية وأختها سيرين.وفي طريق عودت حاطب
إلى المدينة عرض على ماريه وأختها الإسلام ورغبهما فيه
 فأكرمهما الله بالإسلام.وفي المدينة، أختار الرسول صلى الله عليه و سلم
مارية لنفسه ووهب أختها سيرين لشاعره الكبير حسان بن ثابت
الأنصاري رضي الله عنه.
 
 ولادة مارية لإبراهيم :
وبعد مرور عام على قدوم مارية إلى المدينة حملت مارية وفرح النبي
لسماع هذا الخبر فقد كان قد قارب الستين من عمره وفقد أولاده ما عدا
فاطمـة الزهراء رضوان الله عليها.
 
ولدت مـارية في "شهر ذي الحجة من السنة الثامنة للهجرة النبوية
الشريفة" طفلاً جميلاً يشبه الرسول صلى الله عليه وسلم وقد سماه
إبراهيم تيمناً بأبيه إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام" وبهذه الولادة
أصبحت مـارية حرة .
 
وعاش إبراهيم ابن الرسول صلى الله عليه و سلم سنة وبضع شهور
يحظى برعاية رسول الله صلى الله عليه و سلم ولكنه مرض قبل أن يكمل
عامه الثاني وذات يوم اشتد مرضه ومات إبراهيم وهو ابن ثمانية عشر
وقد توفي الرسول عنها صلى الله عليه و سلم وهو راض عن مـارية التي
تشرفت بالبيت النبوي الطاهر وعدت من أهله وكانت مـارية شديدة
الحرص على اكتساب مرضاة الرسول صلى الله علية وسلم كما عرفت
بدينها وورعها وعبادتها.
 
وفاة مارية عاشت مـارية ما يقارب الخمس سنوات في ظلال الخلافة
الراشدة  دعا عمر الناس وجمعهم للصلاة عليها فاجتمع عدد كبير
من الصحابة من الهاجرين والأنصار ليشهدوا جنازة مـارية القبطية
وصلى عليها سيدنا عمررضي الله عنه في البقيع ودفنت إلى جانب نساء

أهل البيت النبوي وإلى جانب ابنها إبراهيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق