الثلاثاء، 27 نوفمبر 2018

الخروج من دائرة اليأس

الخروج من دائرة اليأس

أ. فيصل العشاري

السؤال

♦ الملخص:

شاب أنهى دراسة البكالوريوس ثم الماجستير، ولم يَحصُلْ على عمل

مناسب في تخصصه، مما أصابه باليأس، ولا يدري ماذا يفعل؟!

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب حاصل على بكالوريوس الرياضيات، وشهادة الماجستير

منذ ثلاث سنوات، ومنذ ذلك الحين وأنا أبحث عن عملٍ!


عملتُ في بعض الأعمال البعيدة عن تخصصي، وإلى الآن لم أجدْ ما

يناسب شهادتي براتبٍ جيد، والذي قد يُمكِّنني مِن الزواج والاستقرار.

فُرَص العمل قليلة في بلدي بالطرق التقليدية، ولإيجاد فرصة عمل

مناسبة فلا بد من الطرق غير المشروعة.

ليس أمامي الآن سوى خيارين:

♦ الهجرة إلى الغرب، وهذا لا أُحبِّذه لما يقع للمسلمين مِن مشكلات.

♦ تغيير تخصصي نحو ميدان آخر.

كلُّ هذا أثَّر على نفسيتي التي أصبحتْ مُكتئبةً وغير مُقبِلة على الحياة

بطريقة إيجابية، حتى صلاتي مع الجماعة وإقبالي على الطاعات والعبادات قلَّ،

وغابتْ عني تلك المثالية وروح المبادَرة والتحفيز، التي كنتُ معروفًا

بها في مُحيطي يوم أن كنتُ أدرس في الكلية.

فما السبيل للخُروج مِن دائرة اليأس التي أصبحتُ أعيش فيها؟

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نشكركم على تواصلكم معنا وثقتكم

(لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس)، هي عبارة صحيحة في مضمونها؛

ذلك أنَّ اليأس لا يبقى عامرًا، ولا يُصلح فاسدًا، بل هو سبيلٌ إلى فناء

الإبداع وإفناء النفس!

في الواقع أنت تمتلك مقومات النجاح، فأنت صاحب شهادات أكاديمية

تُؤهِّلك للالتحاق بعملٍ مناسبٍ، ورغم شح الفرص الوظيفية إلا أن

هذا لا يعني استحالة العثور عليها؛ لذلك لا بد مِن الجد في البحث والطلَب.

وإذا كان العصفورُ يغدو باكرًا في طلب رزقه، وليس له مؤهلات

ولا شهادات أكاديمية، ومع ذلك فدورانه وضربه في الأرض يَجْعَلُه

يتعرَّض لنفحات الرحمة الربانية، فيعود وقد شبع بطنُه الجائع،

فلا تيئسْ مِن توقف رزقك، فالله تعالى لا ينسى أحدًا مِنْ خلْقِه؛

{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا }

[هود: 6].

وقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم:

( لو أنكم توكَّلون على الله حق توكُّله، لَرَزقكم كما يَرْزُق الطير

، تغدو خماصًا، وتروح بطانًا )

[1].

وهذه بعضُ النقاط البسيطة لعلها تنفعك:

واصل البحث وتقديم سيرتك الذاتية لجهاتٍ عديدةٍ ولا تيئس.

حافِظْ على معنوياتك الإيمانية العالية، بالحفاظ على صلاة الجماعة،

والتعرُّض لمواسم الطاعات.

شارِكْ في الأعمال الاجتماعية والتطوعية للخروج مِن أَسْر

الوَحدة والانطواء الذي يجرُّك إليه اليأس.

أعِدْ تخطيط أهدافك، وضَعْ خارطةً ذهنيةً لما تريد أن تُحقِّقه خلال عشر سنوات.

اكتبْ ثلاثًا من هواياتك ثم قم بممارستها.

استعن بالله تعالى ولا تعجز.

نسأل الله تعالى أن يعينك ويفتح عليك

والله الموفق

منقول للفائدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق