الأحد، 25 نوفمبر 2018

العلب التي تستخدم في الخمر



السؤال
س: نود أن نحيط فضيلتكم علمًا أننا شركة مساهمة خاصة،
وتتكون ملكيتها كما يلي:
1 - الجانب الأردني 20 %.
2 - الجانب السعودي 40%.
3 - الجانب الأمريكي 40%.

ويتكون رأس مالها وموجوداتها بما يزيد عن ثلاثين مليون دولار
أمريكي، وبدأ إنتاجها في شهر تموز عام 1995م، ويعمل فيها ما يزيد
عن 150 موظفًا أردنيًّا، منهم 20 مهندسًا أرسلتهم الشركة إلى أمريكا
للتدريب على هذه الصناعة. هذا ويقوم المصنع بصناعة عبوات
المشروبات الغازية من مادة الألمنيوم، ونقوم بتجهيز العلبة مطبوعًا
عليها بالفرن الكهربائي اسم المادة المَنْوي تعبئتها من قبل الشركات
المتعاملة معنا.

هذا ويبلغ حجم إنتاجنا نحو 400 مليون علبة سنويًّا، يباع منها نحو 150
مليون بالأردن لشركات تعبئة البيبسي كولا، والكوكا كولا والباقي يصدر
للدول العربية المجاورة، وكذلك دول أوروبا الغربية والشرقية حسب
الطلبات التي ترد إلى شركتنا الأم في أمريكا .

هذا وقد وردنا طلب بتعبئة 30 مليون علبة فودكا، وهو شراب مسكر،
نقوم نحن بصناعة العلبة الفارغة مثل كأس شراب العصير تمامًا، وترسل
إلى روسيا ليقوموا هم بتعبئتها ووضع غطاء العلبة المصنوع من قبل
شركات غيرنا، ويتم إقفالها وتسويقها عن طريقهم وفي أسواقهم.

وسؤالنا إلى فضيلتكم هو: هل هناك حرام أو شبهة في قيام العمال بالعمل
في هذه الصناعة والتي تعبئ نحو 10% فقط وبأكثر الحالات لشركات
تبيع مشروبات مسكرة، والباقي 90% إلى شركات تبيع مشروبات غازية
أهمها البيبسي كولا والكوكا كولا، علمًا أن المصنع يعمل أوتوماتيكيًّا ويتم
إدخال صفائح الألمنيوم من جهة وتخرج علبة فارغة مطبوع عليها اسم
المعبأ حسب الطلب في النهاية.

وحيث إن هناك نفر قليل من العمال تحرج عن العمل، مما يؤدي إلى
تعطيل العمل وحرمان المساهمين من الدخل والإنتاج ووضعنا بصورة
محرجة مع شركائنا السعوديين والأمريكيين والذين يملكون غالبية هذه
الصناعة، مع علم فضيلتكم أن مثل هذه الطلبات تأتي موسمية وأحيانًا
لا ترد إلى مصنعنا نهائيًّا، لربما ينشئون مصنعًا في بلادهم فيتوقف مثل
هذه الطلبات أفيدونا برأيكم الشرعي وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابة
لا يجوز صناعة علب من شركة لتعبئتها بالشراب المسكر من شركة
أخرى ؛ لأن هذا من التعاون على الإثم والعدوان،
وقد نهى الله عن ذلك بقوله:


{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ }

وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

( لعن الله الخمر وشاربها وساقيها ومبتاعها وبائعها
وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه )
رواه أبو داود واللفظ له، وابن ماجه، وزاد:

( وآكل ثمنها )

وذلك تحذير للمسلم من المساعدة في الخمر بأي وسيلة من الوسائل.


و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق