الأحد، 25 نوفمبر 2018

أفكر في ترك عملي

أفكر في ترك عملي

أ. فيصل العشاري

السؤال

♦ الملخص:

موظف فوجئ أن مدير الشركة قام بتعيين أقاربه في وظائفَ مهمة

في الشركة، وعندما كلمه الشابُّ غضب المديرُ منه، ويفكِّر الشاب في تَرْك عمله.

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ في نهاية العشرين مِن عمري، كنتُ أعمل مندوبًا بشركة

لمدة 4 سنوات، ثم أتتْ لي فرصةُ عمل في شركة أخرى، وبدأت العمل

فيها مِن الصفر، واشتغلتُ بجدٍّ، ووضعتُ أسسًا للشركة، وأصبح بحمد لله تعالى

للشركة أرباحٌ وأُسُسٌ تسير عليها، وفجأة قام المدير بتعيين (3) أقارب

له في وظائفَ مهمة في الشركة برواتبَ عاليةٍ، وعندما تحدثتُ معه عن

خطأ قراره وأنَّ هؤلاء غير مؤهَّلين لذلك،

غضب وأخَذ كلامي على سبيل الكُره والحِقد مِن أقاربه!

ساءتْ نفسيتي، ولم أَعُدْ أتَحَمَّل ما أنا فيه، فهل أتقدَّم باستقالتي أو لا؟

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لا شك أنَّ سوء تقدير جهدك في العمل وعدم مساواتك بمَن هم أقل منك

جهدًا وعمَلًا - أمرٌ مُحزنٌ ويحزُّ في النفس، وللأسف مثلُ هذه المشاكل

تتكرَّر في كثيرٍ مِن المؤسسات بسبب سوء الإدارة القيمية

أولًا، ثم الإدارة العمَلية ثانيًا.

وبناءً على ما فهِمنا مِن رسالتك، فإننا نقترِح عليك الخطوات التالية:

قرارُ البقاء في العمل أو الاستِقالة هو قرارٌ يرجع إليك أولًا وأخيرًا،

ونحن هنا لا نحضُّك على أيٍّ منهما، وإنما نَضَع لك خيارات ومخارج نَحسب أنها

قد تُوسِّع مِن تصوُّرك لوضعك.

لم تُوضِّح لنا هل لك نسبة في الشركة أم مجرد راتب شهري مقطوع؟

إن كنتَ شريكًا في رأس المال فمِن حقك الاعتراض على كلِّ هذه الإجراءات،

أما إن كنتَ شاركتَ فقط في التأسيس بجهدك وأخذتَ مقابلًا ماديًّا على ذلك،

فليس لك إلا مجرد النصيحة لصاحب الشركة.

إن كنتَ ترى أن بقاءك في الشركة سيُسَبِّب لك المتاعب،

وربما تصل في نهاية المطاف إلى ترك الشركة، فخَطِّط لتَرْكِها

مِن الآن، وحاوِلْ أن تُوفِّر البديل المناسب.

إذا بذلتَ وُسْعَك في النصيحة لصاحِب الشركة،

فلا تحزنْ مِن تدنِّي مُستواها، فقد أديتَ ما عليك.

حاوِلْ أن تُظهرَ لصاحب الشركة أنك حريصٌ على الشركة،

ولستَ حريصًا فقط على الاستفادة منها وظيفيًّا.

إحسانُ الظن مطلوبٌ في الآخرين، لكن هناك فرقٌ بين السُّلوك الشخصي

للموظَّف وبين أدائه المهني، فالأداءُ المهني يَخضَع لقواعدَ صارمةٍ في التقييم.

لا تَلُمْ نفسَك كثيرًا، فإنْ يئستَ مِن الإصلاح فأرضُ الله واسعةٌ.

قبل أن تُقَرِّر أي قرار الْجَأْ إلى استخارة العزيز الغفَّار،

فما نَدِم مَن استخار، ولا خاب مَن استشار.

نسأل الله تعالى أن يشرحَ صدرك، وأن يُيَسِّرَ أمرَك

واللهُ الموفق
منقول للفائدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق