السبت، 1 ديسمبر 2018

عدم فهم النفس

عدم فهم النفس

أ. أسماء حما

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة جامعية، مشكلتي أني لا أستطيع أن أفهمَ نفسي،

وجميعُ محاولاتي لفَهم نفسي انتهتْ بالفشَل، حتى دراستي فشلتُ

في إكمالها، وتنازَلْتُ عن حلمي في دراسة الطب، وقبلتُ دراسة الأدب

الإنجليزي رجاء أن يُوصِّلَني إلى الطب، فابتعدتُ عن كلِّ مَن حولي،

وبدأتْ علاقاتي تضعُف شيئًا فشيئًا، ولَم أعدْ أستطيع أن أتواصلَ مع

صديقاتي كما كنتُ، ولا أستطيع أن أكوِّنَ صداقاتٍ جديدةً،

وإذا حاولتُ أنْ أُكَوِّنَ صداقاتٍ جديدةً فإنها لا تستمر!

لا أعلم أين الخلَل، ولا أعلم ماذا تُريد نفسي، فأحيانًا أشعُر أن أكونَ

بلا علاقات أو صداقات أفضل بكثيرٍ مِن أن أكونَ بصداقات!

ليست لديَّ إلا صديقةٌ واحدة تُفَضْفِض هُمومَها لي، وأشعر بالذنب كثيرًا تجاهها؛

لأنني لا أبادر وأسأل عنها وعن حالها، ولا أُشارِكُها الحديث والتحدُّث عن مشكلاتي.

أخبِروني هل ما أنا فيه نتيجة ضعفٍ في شخصيتي أو لا؟ ولماذا تفشل علاقتي الاجتماعية؟

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أهلًا ومرحبًا بك

إنَّ مما يسعد الإنسان علاقته بربه، ثم بوالديه وأهله وأصحابه، ونجاحه

في الدراسة، وتفوُّقه الوظيفي، ودَخْله المادي، ولكن تُقدَّم أشياء على أشياء،

وإن التجارب والظروف التي يَمُرُّ بها الإنسانُ مِن شأنِها تعليمه، وصقل خبراته، لا إحباطه!

وإنَّ تأخُّرَك في الدراسة لا يَصِحُّ أن يكونَ سببًا لإرباك علاقتك مع نفسك،

وعلاقتك مع الآخرين، وإنَّ مِن الطَّبيعي للإنسان أن تَكْثُرَ معارفُه

وعلاقاته العامة، لكن لا يفضي بهمِّه ويستريح إلا لشخصٍ واحدٍ أو اثنين،

وهذا طبيعي؛ فلا ينبغي أن يُقلقك، ولا تتوقَّعي الكمالَ مِن البشر؛

حتى لا تُحبطي، فمِن طَبْعهم الخطأُ أحيانًا، كما أنه مِن طبعك، فتَرَفَّقي بنفسك،

وتعرفي عليها من جديدٍ، وتقرَّبي إلى ربك بالصلاة

والدعاء والذكر؛ ليُصلح الله حالك وأيامك.


أقترح عليك للتعرُّف إلى ذاتك مِن جديدٍ أن تجلبي ورقةً وقلمًا وتكتبي:

1- مَن أنت؟ ما أهم صفاتك؟

2- ما هو الشيء الذي يجعلك تبتسمين مِن قلبك؟

3- ما هو أكثر ما يمنحك السعادة؟

4- اذكري (3) أمور تمنحك القوة في مواجهة الشدائد وتشبثي بها.

5- ما الذي يُسعدك في علاقتك مع صديقاتك؟ لماذا تُحبين اللقاء بهنَّ؟

6- ما هو يومك الأسبوعي المفضَّل؟ وما أجمل شيء تُمارسينه فيه؟

7- ما هو أكثر شيء يُحزنك؟ وما هو أكثر شيء يَستفزك؟

8- ماذا تفعلين لكي تُخَفِّفي مِن التوتر؟

9- هل أنت ملتزمةٌ بدينك؟ هل تشعرين بالرضا عندما تقومين بأعمال صالحة؟

10- هل تشعرين بالامتنان لأشياء جميلة في حياتك؟ اذكري خمسة منها؟

11- ما هو الخطأ الذي فعلته في حياتك؟ وكيف يمكنك التكفير عنه؟

أجيبي عن هذه الأسئلة، وتشبَّثي بما يُسعدك، وابتعدي عما يُقلق راحتك، ويُوتِّر تفكيرك.

وفقك الله، وأصلح حالك

منقول للفائدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق