الاثنين، 24 يونيو 2019

ثمار التقوى

ثمار التقوى

التقوى أحيانا تقترن بالبر، فيقال بر وتقوى وتارة تُذكر وحدها

ماذا المقصود بذلك في حالة الاقتران أو الإفراد ؟

ماثمار التقوى وماثمار القول السديد؟

التقوى اسم مأخوذ من الوقاية، وهو

أن يتخذ الإنسان ما يَقِيه من عذاب الله. والذي يقيك من عذاب الله هو فعل

أوامر الله ،واجتناب نواهيه ،فإن هذا هو الذي يقي من عذاب الله عز وجل،

أن تأخذ أوامر الله وأن تترك ما نهى عنه. واعلم أن التقوى أحيانا تقترن

بالبر، فيقال بر وتقوى كما في قوله تعالى

{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى }

[المائدة:2].

وتارة تُذكر وحدها، فإذا قرنت بالبر صار البر فعل الأوامر واجتناب النواهي.

وإذا أفردت صارت شاملة؛ تعم فعل الأوامر واجتناب النواهي، وقد ذكر الله –

تعالى - في كتابه أن الجنة أُعدَّت للمتقين، فأهل التقوى هم أهل الجنة

- جعلنا الله منهم

قوله تعالى:

{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }

بعد هذه الآية أي: أن معنى قوله:

{ حَقَّ تُقَاتِهِ }

أن تتقي الله ما استطعت، لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها. وهذه الآية:

{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }

ليست آية يقصد بها التهاون بتقوى الله، وإنما يُقصد بها الحث على التقوى

بقدر المستطاع، أي: لا تدَّخر وسعا في تقوى الله ، ولكن الله لا يكلف الإنسان

شيئاً لا يستطيعه، كما قال تعالى:

{ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا }

[البقرة:286]،

ويستفاد من قوله:

{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }

أن الإنسان إذا لم يستطع القيام بأمر الله على وجه الكمال، فإنه يأتي منه بما

قدر عليه، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين:

( صلِّ قائماً فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب)

فرتب النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة بحسب الاستطاعة، وبأن يصلي

قائماً، فإن لم يستطع فقاعداً، فإن لم يستطع فعلى جنب،

وهكذا أيضا بقية الأوامر،

وفي الحج أيضا:

{ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً }

[آل عمران: 97]

فإذا لم تستطع الوصول إلى البيت فلا حج عليك، لكن إن كنت قادرا بمالك

دون بدنك، وَجَبَ عليك أن تقيم من يحج ويعتمر عنك، والحاصل أن التقوى

كغيرها منوطة بالاستطاعة، فمن لم يستطع شيئا من أوامر الله

فإنه يعدل على ما يستطيع،

وقوله تعالى:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً

يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ }

فأمر الله تعالى بأمرين، بتقوى الله،وأن يقول الإنسان قولاً سديداً؛ أي صواباً.

وقد سبق الكلام على التقوى، وأنها فعل أوامر الله واجتناب نواهيه. أما القول

السديد، فهو القول الصواب وهو يشمل كل قول فيه خير سواء كان من ذكر

الله، أو من طلب العلم، أو من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو من

الكلام الحسن الذي يستجلب به الإنسان مودة الناس ومحبتهم، أو غير ذلك،

ويجمعه قول النبي صلى الله عليه وسلم:

( مَنْ كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقلْ خيرًا أو ليصمت )

وضد ذلك القول غير السديد، وهو القول الذي ليس بصواب، يكون كلاما

فاحشا يشتمل على السب، والشتم، والغيبة، والنميمة، وما أشبه ذلك.

فإذا اتقى الإنسان ربه، وقال قولا سديدا، حصَلَ على فائدتين:

{ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ }

فبالتقوى صلاح الإيمان ومغفرة الذنوب،

وبالقول السديد صلاح الأعمال ومغفرة الذنوب





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق