الاثنين، 24 يونيو 2019

قيام الليل والمحافظة على صلاة الفريضة

قيام الليل والمحافظة على صلاة الفريضة

د. صغير بن محمد الصغير


السؤال

♦ الملخص:

شاب كان يقوم الليل ويُصلي الفجر، لكن بعد مدة أصبح يحتاج إلى النوم

من بعد الفجر إلى الظهر؛ لكي يعوِّض النوم الذي فاته، ويسأل عن حلٍّ.

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

منذ ثلاث سنوات تقريبًا عزمتُ على أن أصحوَ قبل الفجر بنصف ساعة؛

لأُصلي قيام الليل ثم الفجر في المسجد، وقد واظبتُ على هذا ثلاث

سنوات تقريبًا، وكانت هناك أيام قليلة لا أصحو فيها للفجر، ولكني اكتشفتُ الآن

أن السبب قد يكون الأدوية التي وصفها لي الطبيب، لكني لا أجزم

بصحة ذلك!

أصبحت أحتاج إلى أن أنام بعد الفجر حتى الظهر؛ لأعوِّض النوم الذي فاتني،

ومن ثَمَّ كنتُ لا أُصلي في المسجد إلا الفجر، وباقي الصلوات أُصليها

في البيت؛ لأن الأعمال التي كنتُ أُنهيها بين الفجر والظهر، أصبحتُ

أحتاج الوقت الذي بين الصلوات لأُنهيها فيه، فلا أستطيع الصلاة في المسجد،

فكنتُ أصلي في البيت باقي الصلوات، وسؤالي: هل الأفضل أن أعود

إلى الاستيقاظ في السابعة صباحًا، فأُصلي الصبح قضاءً؟ علمًا بأني قبل

أن أبدأَ في قيام الليل والاستيقاظ مبكرًا، كنتُ أُصلي الظهر والعصر

والمغرب والعشاء في المسجد!

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أولًا:

أسأل الله لك الشفاء العاجل، وأسأله سبحانه أن يُثبتك على طاعته.

ثانيًا:

اعلَم وفَّقك الله أنه لا يجوز تأخير الصلاة المفروضة عن وقتها

بأي حال من الأحوال؛ لقوله سبحانه:

{ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا }

[النساء: 103]؛

أي: محددة بأوقات معينة.

ثالثًا:

تركيب المنبه على وقت بعد وقت الصلاة، كأن يركَّب المنبه

الساعة 7 صباحًا بعد شروق الشمس، يُعد تعمُّدًا لتأخير الصلاة، وهذه

فيها خطورة؛ نظرًا لأن بعض العلماء - كالإمام أحمد وأهل الحديث

رحِمهم الله - يرون كُفر مَن تعمَّد تأخير الصلاة عن وقتها

ولو كسلًا وتهاونًا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:

(العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفَر)؛

أخرجه الترمذي، وصحَّحه الألباني 5 /13 برقم 2621.

رابعًا:

عليك بترتيب الأولويات: الاهتمام بالفرائض، ثم النوافل، وهكذا.

خامسًا:

اعلم وفَّقك الله أن قيام الليل يُعين على أداء الفرائض،

وليس العكس كما تتصور؛ لقوله تعالى:

{ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا *

أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا }

[المزمل: 1 - 5]،

فدلَّت الآيات على أن قيام الليل يُعين على تحمُّل المشاق والأعمال

أيًّا كانت وليس العكس.

منقول للفائدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق