الجمعة، 28 يونيو 2019

وفي الشدائد لنا الله

وفي الشدائد لنا الله ..

لقد جعل الله سبحانه من سننه في خلقه أن الحياة لا تصفو من كدر،

كما شاء سبحانه أن يبتلي المؤمنين بأنواع الابتلاءات والاختبارات،

وكلما كان العبد في إيمانه أقوى وأعلى كلما كان ابتلاؤه أشد واختباره أصعب.

وليس هناك أرقى ولا أعظم مقامًا من مقام النبي صلى الله عليه وسلم بين الناس،

وليس هناك أكرم على الله منه، ومع ذلك فقد ابتُلي صلى الله عليه وسلم وأوذي أشد أنواع الابتلاء والإيذاء،

وعن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من يرد الله به خيرًا يصب منه» (أخرجه البخاري).

وعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك

عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة» (أخرجه الترمذي، وصححه الألباني).

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة»

(أخرجه الترمذي، وصححه الألباني).

إن للكون ربا عظيما يدبر شأنه , وهو سبحانه رقيب خبير بعباده ,

يبتليهم فيختبرهم فيقربهم إليه , فيرفع درجتهم , وينقيهم , ويطهرهم ,

ويخرج منهم تعلقهم بالدنيا الفانية , إلى تعلق بالحياة الباقية والسعي للجنة العالية

. وبينما الخصم ينتفش , والأخيار يتضاوون ألما , ينقر الشيطان في قلوبهم بوسوسته ,

فيلقي فيها التردد والشك , ألسنا نستحق النصر ؟! ...

ألسنا الضعفاء المضارون ؟!.. وربما استمعت قلوب بعضهم لوسوسته

فتأثرت سلبا في طريقها وترددت لحظة عن سبيلها ..

لكن الأخيار لو تدبروا الموقف لعلموا أنهم في سبيل حق صائب , وطريق منتهاه النور والفوز ,

ماداموا يبذلون رغبة في رضا الله سبحانه والدار الآخرة , متجردين عن قصد الدنيا ومتاعها ,

تابعين سبيل نبيهم صلى الله عليه وسلم و داعين الى دينهم على بصيرة وعلم بالحكمة والموعظة الحسنة
أما ما يلقون من مشقة الطريق فإنه يحسب لهم في ميزان حسناتهم بكل صغيرة أذى أصابتهم ,

فينفعهم ذلك اعظم نفع , يقول صلى الله عليه وسلم

:" ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا كفر الله بها سيئاته كما تحط الشجرة ورقها "

أخرجه البخاري .

نحتاج أن نحسن اللجوء إليه سبحانه، ونحسن الإنابة عنده، ونحسن العبودية له،

ونحسن الرجاء منه، ونحسن الدعاء له لا إله إلا هو.

نحتاج أن نطهر قلوبنا له بالتوحيد، وجوارحنا له بالاستغفار، ونفوسنا له بالتزكية.

نحتاج أن نخر له سجدا وبكيا، ونستذل بين يديه خاضعين تائبين، راجين رحمته، خائفين عذابه.

نحتاج ألا تجف ألسنتنا عن ذكره، ولا تسكت جوارحنا عن شكره،

ولا تهدأ قلوبنا عن مناجاته والإخلاص له سبحانه.

وعندما تضيق بنا طرقاتنا، وتضطرب قلوبنا، وتتسارع أنفاسنا،

فلا ملجأ ولا منجى إلا اليه، نعلم أن لنا ربا رحيما غفورا، غفارا للذنوب لطيفا بعباده، فتهدأ نفوسنا وتطمئن..

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

«قَالَ الله: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وأنا معه إذا ذكرني» (رواه البخاري ومسلم).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق