الخميس، 27 يونيو 2019

بل أنت عند الله غالٍ

بل أنت عند الله غالٍ ..

ليس سوى الله سبحانه قادر على جبر الانكسار ، وشفاء المرض وإزالة الهموم ،

فقد خاب وخسر من التفت عن رجاء ربه ودعائه واللجوء اليه وقت المعاناة ..

إن معنى الافتقار إلى الله والتبرؤ من الحول والقوة إلى حول الله وقوته ،

لهو المعنى الذي ينطلق منه القلب الصالح في لجوئه إلى ربه واستنصاره واستعانته به .

هذا المعنى يحتاج إلى إيقاظه كل مؤمن في نفسه ،

ويحتاج إلى التذكير به والوعظ به ودعم النفس به ، وتثبيتها وتقوية عزمها به .

المؤمن القوي لاشك خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ,

ولا شك انه ينبغي على المؤمن أن يكون قويا على المستوى النفسي

, ثابتا على المستوى الانفعالي , هادئا حكيما , صابرا محتسبا .

لكننا نحتاج دائما إلى لحظات دعم, ودعوات تحفيز،

تعيد الينا النشاط وترد الينا الطموح وتذكرنا بالأمل ..

المنهج الإسلامي اهتم كثيرا بالدعم النفسي الإيماني في لحظات الضعف ،

ولحظات الآلام , وراعى كثيرا احوال الناس في تلك الظروف العصيبة .

فالقرآن الكريم يعيد الأمل لمن أسرف على نفسه بالذنوب ,

ويذكره برحمة الله الواسعة , وبأنه ليه ألا يقنط من رحمة الله ولا ييأس ,

بل عليه أن يخطو خطوة ولو بسيطة نحو التوبة والإنابة ..

" قل يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله

إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم "

ويداوي الجراح النفسية للمجروحين في غزوة أحد وحمراء الأسد ,

ويثبت قلوبهم ، ويعيد الثقة إليهم ,

" الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم اخشوهم فزادهم إيمانا

وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء .."

ويثبت قلب النبي صلى الله ليه وسلم بذكر استجابة الله سبحانه لأنبيائه بينما

هم في الصعاب والشدائد عبر سورة كاملة هي سورة الأنبياء .

وأفضل ما يجب أن نهتم به فيما يخص الدعم النفسي هو

التذكير بالله سبحانه وبالعقيدة يه , فالعودة إلى الله سبحانه في أوقات الشدائد

هي المنجا والملجأ الصحيح , وهي أول ما ينبغي أن يبتدىء به المؤمن ،

قال سبحانه : " وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون "

والتذكير بدورة الحياة شىء حسن مهم ,

فالمرء الذي تمر به الشدة يرى الطريق مظلما منغلقا ،

فنذكره بأن " مع العسر يسرا "

وبأن الايام دول , وبأن أوقات الآلام تزول وتنقضي وهكذا ..

وكلمات التحفيز مهمة للغاية في اللحظات المتوترة ,

وانظر لقول النبي صلى الله ليه وسلم في غزوة بدر " والله لايقاتلهم اليوم رجل مقبل غير مدبر فيقتل إلا ويدخل الجنة "


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق