الاثنين، 15 يوليو 2019

اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ


( اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ)

الشرح :

في هذا الحديث بيان لأمرٍ عظيمٍ ، و شأنٍ خطيرٍ و كبيرٍ ، وهو أن

اللَّه جلّ قدره هو الذي يتولّى قلوب العباد بنفسه ، فيصرّفها كلها كقلبٍ

واحدٍ كيف يشاء ، باقتدار تام ، لا يشغله قلب عن قلب ، وأنه هو جلّ

و علا يتولّى الأمر بنفسه ، لا يكله لأحدٍ من الملائكة ، و لم يُطلِعْ أحداً

على سرائره من خلقه لمحض رحمته و فضله ، و كمال حكمته جلّ وعلا،

وفيه بيان أن العبد ليس إليه شيء من أمر سعادته ، أو شقاوته ، بل إن الأمر

كلّه للَّه ، فإن اهتدى فبهداية اللَّه تعالى إيَّاه ، و إن ضلّ فبصرفه له بحكمته

و عدله ، وعلمه السابق عز وجل فلعظم هذا الأمر كان سيد الأولين والآخرين،

المزكَّى من رب العالمين ، مفتقراً إلى اللَّه عز وجل في كل حين بالدعاء ؛

لتثبيت قلبه على دينه و طاعته ، فكيف بنا نحن؟ فهذا التعليم

المهمّ منه صلى الله عليه و سلم لأمته أن يكونوا ملازمين لمقام الخوف،

مشفقين غير آمنين من سلب الدين واليقين و الإيمان ، [ و لكن مع ذلك

لا ييأسون من رحمة اللَّه تعالى ، بل يجمع العبد

بين الخوف والرجاء، والرغبة والرهبة] .

قوله : ((صرِّف قلوبنا على طاعتك)) : أي ثبِّت قلوبنا ، و اصرفها

إلى طاعتك و مرضاتك في كل ما تحبه من الأقوال ، و الأعمال و الأخلاق .

و قوله : ((على [طاعتك])) أي أن ينقلب القلب من طاعة إلى طاعة أخرى،

من صلاة إلى صيام إلى زكاة) ، فسأل اللَّه تعالى الثبات على الدين

جملة وتفصيلاً ، و دلَّ الحديث و الذي بعده على أهمية التوسّل إلى اللَّه

تبارك وتعالى بأفعاله و منها ((التصريف)) الفعلية التي تتضمّن كمال المشيئة ،

و الحكمة البليغة ، و كذلك [يدل على] صفة((الأصابع)) الذاتية الجليلة ،

[على الوجه اللائق باللَّه عز وجل ، لا يشبه أحداً من خلقه

{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق