الجمعة، 9 أبريل 2021

وإنما تُقام البيوت بالتراحم والتغافر

 
وإنما تُقام البيوت بالتراحم والتغافر


من أقوال أ. وجدان العلي

تلك النفوس العلوية! جاء سيدنا صلى الله عليه وسلم إلى بيت ابنته فاطمة

عليها السلام، فقال لها: أين ابن عمك؟ فقالت:



"كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقِل عندي" ! فخرج النبي

صلى الله عليه وسلم فوجده نائما في المسجد فجعل يوقظه ويقول: قم أبا

التراب! قم أبا التراب!



يمازحه! فهذه فاطمة رضي الله عنها لم تفشِ سر

زوجها لأعظم الخلق، وأحقهم بإفشاء السر إليه! وهو بعدُ أبوها وأحب الناس

إليها صلى الله عليه وسلم ! وقد جاء فسأل وليست هي من ذهب فاشتكى!

بل طوت ما كان بينها وبين زوجها، وأبقته حيث هو بينهما وحدهما! ولم

يسألها أرحم الخلق صلى الله عليه وسلم عن قصة الأمر، ولا ماذا كان

بينهما، ولا استقصى! وما فاتح سيدنا عليا رضي الله عنه في شأن الأمر،

ولم يذهب إليه يحمل وجها مغضبًا ونفسًا مغضبة! بل مازحه ولاطفه وما قال

له عما كان بينه وبين ابنته فاطمة شيء! / تكبر في عيني جدا تلك المرأة

المباركة التي إذا خالفت زوجها أو كان بينهما شيء= سترت ما بينهما ولم

تحدث به أحدًا! وما وجدتُ امرأة لديها نهمة كشف خبايا زوجها وسرد صغير

التفاصيل وكبيرها بدعوى الشكاية منه إلا نكرتها نفسي، وسقطت من

عيني، وجعلت هذا دلالةً على خسة معدنها وقباحة سريرتها. وإنما تُقام

البيوت بالتراحم والتغافر!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق