الاثنين، 11 أكتوبر 2021

لا تقدموا أمر المخلوق

 لا تقدموا أمر المخلوق


لا تقدموا أمر المخلوق على أمر الخالق

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ }.
سُورَةُ النِّسَاءِ: الْآيَة/ 59

تأمل كيف أعاد اللهُ تعالى لفظ الطاعةِ حين أمر بطاعته تعالى، وطاعة
رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكر لفظ الطاعة حين تكلم عن أُولِي
الأمْرِ؛ لتعلم أن طاعة الله تعالى، وطاعة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
طاعة مطلقة، طاعة أولي الأمر فهي مقيدة بطاعة الله
وطاعة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

ولا يحل لأحد أن يعتقد أن أحدًا من الخلق بعد رسول الله
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تجب طاعته طاعةً مطلقةً كطاعة الله تعالى،
وطاعة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن اعتقد ذلك فقد أشرك بالله
تعالى؛ فإن العبادة هي: كمال الطاعة مع كمال الحب والذل؛
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ».
رواه البخاري ومسلم

وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
«السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى المَرْءِ المُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، مَا لَمْ يُؤْمَرْ
بِمَعْصِيَةٍ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ».
رواه البخاري ومسلم

وقد ذم الله تعالى أقوامًا أقبح الذم، حين قدموا أمر المخلوق على أمر
الخالق، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
{ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ }.
سُورَةُ التَّوْبَةِ: الْآيَة/ 31

وقد بين النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، أنهم كانوا يعبدونهم
حين أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فأطاعوهم فَقَالَ:
«أَلَيْسَ يُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللهُ فَتُحَرِّمُونُهُ، ويُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللهُ
فَتَسْتَحِلُّونَهُ؟» قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ».
رواه الترمذي والطبراني في الكبير بسند حسن

اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق