الثلاثاء، 12 أكتوبر 2021

نفسي.. نفسي

 نفسي.. نفسي



قال البيهقي في "المدخل إلى علم السنن (1/ 42)": "قيل لحمدون القصار: ما بالُ كلام السلف أنفعُ من كلامنا؟! قال: لأنهم تكلموا لعزِّ الإسلام، ونجاة النفوس، ورضا الرحمن، ونحن نتكلم لعزّ النفس، وطلب الدنيا، وقبول الخلق".
وعن حرملة بن يحيى قال: سمعت الشافعي يقول: "وددتُ أن كل علم أعلمُه تعلّمه الناس أُؤجر عليه، ولا يَحْمَدونني".
وقد كان السلف رحمهم الله يتعوذون من حظ النفس في العمل، فقد كان من دعاء محمد بن واسع (127 هـ) إمام أهل البصرة رحمه الله؛ كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك أن أُحَبَّ لكَ وأنتَ لي ماقت!".
والواجب على كل من يتصدر للدعوة بين الناس أن يصلح عمله أولًا، ويخلص نيته من أجل صلاح نفسه أولًا، وللنجاة من خطر النفاق والرياء ثانيًا، وليكن مذهبه "نفسي نفسي"، فعن عليّ بن أبي طالبٍ كان يقول: "كونوا لقبولِ العملِ أشدَّ همًّا منكم بِالعملِ، ألم تسمعوا اللهَ بقول: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27]".
وجاء في (الإخلاص والنية لابن أبي الدنيا صـ 45) عن الأوزاعي، عن يحيى بنِ أبي كثيرٍ، قال: "يصعد الملكُ بعملِ العبدِ مبتهجًا فإذا انتهى إلى ربِّه قال: اجعلوه في سجِّينٍ فإني لم أُرَدْ بهذا".
وعن مَعْقِلِ بنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيِّ قال: "كانت العلماء إذا التقوا تواصوا بهذه الكلماتِ، وإذا غابوا كتب بها بعضهم إلى بعض أنَّه: من أصلح سريرتَه أصلح اللَّهُ علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين اللَّهِ كفاه اللَّهُ ما بينه وبين النَّاسِ، ومن اهتمَّ بأمر آخرته كفاه اللَّهُ أمر دنياه".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق