الدروس التربوية
{أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ
حَذَرَ الْمَوْتِ ۚ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ}
﴿یَكَادُ ٱلۡبَرۡقُ یَخۡطَفُ أَبۡصَـٰرَهُمۡۖ كُلَّمَاۤ أَضَاۤءَ لَهُم
مَّشَوۡا۟ فِیهِ وَإِذَاۤ أَظۡلَمَ عَلَیۡهِمۡ قَامُوا۟ۚ وَلَوۡ شَاۤءَ
ٱللَّهُ
لَذَهَبَ بِسَمۡعِهِمۡ وَأَبۡصَـٰرِهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ﴾ [البقرة ٢٠]
هذا مثلٌ يصور غيثا منهمرا في ليلة ذات رعود وبروق، الغيث فيه منافع جمة،
والظلمة والرعد والبرق فيها مايُخيف، حتى يسد الإنسان أذنيه خشية الموت.
هذه هي الصورة الحسية للمثل، فما هي الصورة المعنوية التي علينا أن ننفذ إليها من ورائها؟
الصورة المعنوية، هي أن نفهم حال المنافقين مع القرآن، فنتجنبه ونحذر منه،
فهذا الصيب مثل القرآن، أنزله الله غيثا تحيا به القلوب، يزكي العبد نفسه بما فيه،
وأنزله أيضا فيه تكاليف، فيه جهاد، فيه صبر، فيه خبر أن الأيام دول، فيه خبر أن العبد يجب
أن يكون ثابتا شجاعا راغبا فيما عند الله، فماذا يفعل أهل النفاق مع القرآن؟
أهل النفاق لا تفارق أعينهم الرعد والبرق، فبدل أن يركزوا على منافع الغيث،
ويتعاملوا مع آيات القرآن على أنها غيثا لقلوبهم، وتزيدهم إيمانا، يتعاملون معها على
أنها تكاليف وأوامر تخالف هواهم، فتشق عليهم حتى لكأنها تعذبهم، وكما أن صاحب الصيب
إذا سمع الرعد سد بيديه أذنيه ظنا منه أن هذا سيمنع عنه الموت، فكذلك هم يسدون آذانهم
إذا سمعوا القرآن وأوامره ونواهيه ووعده ووعيده ظنا منهم أن عدم سماعه سينجيهم من مسؤولية العمل والمجازاة.
أكثر مايهمهم هو أن لا يفضحوا، وأن تسلم لهم دنياهم، فتجدهم يعرضون عن التكاليف غاية الإعراض،
ويكرهون أن يسمعوا أوامر ووعيد القرآن، والله تعالى محيط بهم، لا يعجزونه ولا يفوتونه، بل يحفظ أعمالهم ويجازيهم عليها.
وهنا نتعلم درسا مهما، ونفهم الرد على شبهة شيطانية خطيرة، فكم قال الشيطان للناس:
لا تحضروا مجالس العلم، لا تتفقهوا في دينكم كي لا تقع عليكم مسؤولية العمل، ثم تحاسبون على ذلك!
هذه الحيلة الشيطانية أودت بالكثير من الناس إلى طريق النفاق، ضعف إيمانهم،
بل كثيرا ما ذهب إيمانهم وهم لا يشعرون بحيلة الشيطان، فإن العلم هو غذاء
الإيمان، والإيمان كالنار لابد له من وقود كي يبقى مشتعلا.
Text-to-speech function is limited to 200 characters
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق