الاثنين، 6 يوليو 2015

تعريف الاعتكاف وبيان المقصود منه


 
الســــؤال :
ما حكم الاعتكاف في المساجد ، وما معناه شرعا؟
 وهل هو شامل للنوم مع الأكل في المساجد وإباحته أم لا؟
 
الإجابة
لا ريب أن الاعتكاف في المسجد قربة من القرب ، وفي رمضان
أفضل من غيره ؛ لقول الله تعالى:
 
{ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ }
 
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان ،
وترك ذلك مرة فاعتكف في شوال ، والمقصود من ذلك هو التفرغ للعبادة
والخلوة بالله لذلك ، وهذه هي الخلوة الشرعية . وقال بعضهم في تعريف
الاعتكاف : هو قطع العلائق عن كل الخلائق للاتصال بخدمة الخالق ،
والمقصود من ذلك قطع العلائق الشاغلة عن طاعة الله وعبادته ، وهو
مشروع في رمضان وغيره كما تقدم ، ومع الصيام أفضل ، وإن اعتكف
من غير صوم فلا بأس على الصحيح من قولي العلماء ؛ لما ثبت في
الصحيحين عن عمر رضي الله عنه أنه قال:
 
( يا رسول الله إني نذرت أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام –
وكان ذلك قبل أن يسلم- فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
 أوف بنذرك )
 
 ومعلوم أن الليل ليس محلا للصوم ، وإنما محله النهار ، ولا بأس بالنوم
والأكل في المسجد للمعتكف وغيره ؛ لأحاديث وآثار وردت في ذلك ، ولما
ثبت من حال أهل الصفة ، مع مراعاة الحرص على نظافة المسجد والحذر
من أسباب توسيخه من فضول الطعام أو غيرها ؛ لما جاء في الحديث عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
 
( عرضت علي أجور أمتي ،
حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد )
رواه أبو داود
والترمذي وصححه ابن خزيمة ،
 
 ولحديث عائشة رضي الله عنها:
 
( أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ببناء المساجد
 في الدور وأن تنظف وتطيب )
رواه الخمسة إلا النسائي وسنده جيد
 
 . والدور: هي الحارات والقبائل القاطنة في المدن . وأسأل الله أن يوفقنا
وإياكم للعلم النافع والعمل به ، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعا إنه سميع
قريب . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


المصدر: مجلة البحوث الإسلامية
و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق