الأحد، 5 يوليو 2015

مفـــاسـد البدعـــة

 البدعــة تستلــزم محاذيــر فاســدة :
• فأولًا : تستلزم تكذيب قول الله تعالىٰ :
 
{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ }
 [ المائدة : 3 ] ؛
 
لأَنَّه إِذا جاء ببدعة جديدة يعتبرها دينًا ؛ فمقتضاه أَنَّ الدِّين لم يكمل .
 
• ثانيًا :
 تستلزم القدح في الشَّريعة ، وأَنَّها ناقصة ؛ فأَكملها هٰذا المبتدع .
 
• ثالثًا :
 تستلزم القدح في المسلمين الَّذين لم يأتوا بها ؛ فكل من سبق هذه البدع
من النَّاس دينهم ناقص ! وهذا خطير !!
 
• رابعًا :
من لوازم هذه البدعة أنَّ الغالب أنَّ من اشتغل ببدعة ؛ انشغل عن سُنَّة ؛
كما قال بعض السَّلف :
 
( ما أَحْدثَ قَومٌ بِدْعَةً ؛ إِلَّا هَدمُوا مِثْلَها مِنَ السُّنَّةِ ).
 
• خامسًا :
 أَنَّ هذه البدع توجب تفرُّق الأُمَّة ؛ لأَنَّ هؤلاء المبتدعة يعتقدون أَنَّهم هم
أَصحاب الحقّ ؛ ومن سواهم علىٰ ضلال !! وأَهل الحقّ يقولون : أَنتم
الَّذين علىٰ ضلال ! فتتفرق قلوبهم .
 
فهٰذه مفاسد عظيمة ؛ كلها تترتب علىٰ البدعة من حيث هي بدعة ،
مع أَنَّه يتَّصل بهٰذه البدعة سفه في العقل وخلل في الدِّين .اهـ.
([ شرح العقيدة الواسطية لفضيلة الشيخ العلاَّمة:
محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالىٰ - ( 2 / 316 )
 دار ابن الجوزي ])

قال الشيخ العثيمين رحمه الله:-
واعلم أن من هم بالحسنة فلم يعملها على وجوه :
 
الوجه الأول :
أن يسعى بأسبابها ولكن لم يدركها،
فهذا يكتب له الأجر كاملاً،..
 
الوجه الثاني :
أن يهم بالحسنة ويعزم عليها ولكن يتركها لحسنة أفضل منها،
فهذا يثاب ثواب الحسنة العليا التي هي أكمل، ويثاب على همه
 الأول للحسنة الدنيا،..
 
الوجه الثالث :
أن يتركها تكاسلاً،..
فهذا يثاب على الهم الأول والعزم الأول، ولكن لا يثاب على الفعل لأنه
لم يفعله بدون عذر، وبدون انتقال إلى ما هو أفضل..
 
 واعلم أن الهم بالسيئة له أحوال :
الحال الأولى :
أن يهم بالسيئة أي يعزم عليها بقلبه-وليس مجرد حديث النفس-ثم يراجع
نفسه فيتركها لله عزّ وجل،فهذا هو الذي يؤجر، فتكتب له حسنة كاملة،
لأنه تركها لله ولم يعمل حتى يكتب عليه سيئة.
 
الحال الثانية :
أن يهم بالسيئة ويعزم عليها لكن يعجز عنها بدون أن يسعى بأسبابها..
فهذا يكتب عليه سيئة، لكن ليس كعامل السيئة، بل يكتب وزر نيته..
 
الحال الثالثة :
أن يهم بالسيئة ويسعى في الحصول عليها ولكن يعجز
 فهذا يكتب عليه وزر السيئة كاملاً،..
 
الحال الرابعة :
أن يهم الإنسان بالسيئة ثم يعزف عنها لا لله ولا للعجز، فهذا لا له ولا
عليه، وهذا يقع كثيراً، يهم الإنسان بالسيئة ثم تطيب نفسه ويعزف عنها،
فهذا لا يثاب لأنه لم يتركها لله، ولا يعاقب لأنه لم يفعل ما يوجب العقوبة.
وعلى هذا فيكون قوله في الحديث :
 
( كَتَبَهَا عِندَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً )
 
أي إذا تركها لله عزّ وجل.
 [شرح/الاربعين النووية-الحديث(37)].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق