الخميس، 9 يوليو 2015

قصة إلقاء إبراهيم عليه السلام في النار ونجاته منها

عندما أصبح إبراهيم عليه السلام فتياً رشيداً , ووجد قومه وأبيه يعكفون
على عبادة تماثيل يصنعها أبوه, فسألهم عن هذه التماثيل التي يعبدونها ,
فقالوا له هذه عبادة آباءنا ونحن نسير على عبادتهم لها , فقال لهم إن
 ما تفعلونه ضلال واضح ,
 
  وقال لهم:
الحق هو عبادة من خلق السماوات والأرض وخلقكم , ولكنهم لم يسمعوا
لكلامه , وتوعدهم بكسر أصنامهم التي يعبدونها , فحطم إبراهيم الأصنام
وجعلها قطعًا صغيرة, وترك كبيرها; كي يرجع القوم إليه ويسألوه، فيتبين
عجزهم وضلالهم, وتقوم الحجة عليهم. ورجع القوم, ورأوا أصنامهم
محطمة مهانة, فسأل بعضهم بعضًا: مَن فعل هذا بآلهتنا؟ إنه لظالم
 في اجترائه على الآلهة المستحقة للتعظيم والتوقير. قال مَن سمع إبراهيم
يحلف بأنه سيكيد أصنامهم: سمعنا فتى يقال له إبراهيم, يذكر الأصنام
بسوء. قال رؤساؤهم: فَأْتوا بإبراهيم على مرأى من الناس; كي يشهدوا
على اعترافه بما قال. وجيء بإبراهيم وسألوه منكرين: أأنت الذي كسَّرْتَ
 آلهتنا؟ فقال محتجًا عليهم معرِّضًا بغباوتهم: بل الذي كسَّرها هذا الصنم
الكبير, فاسألوا آلهتكم المزعومة عن ذلك, إن كانت تتكلم أو تُحير جوابًا.
فأُسقِط في أيديهم, وبدا لهم ضلالهم; كيف يعبدونها, وهي عاجزة عن أن
تدفع عن نفسها شيئًا أو أن تجيب سائلها؟ وأقرُّوا على أنفسهم بالظلم
والشرك. وسُرعان ما عاد إليهم عنادهم بعد إفحامهم, فانقلبوا إلى الباطل,
واحتجُّوا على إبراهيم بما هو حجة له عليهم, فقالوا: كيف نسألها,
وقد علمتَ أنها لا تنطق؟قال إبراهيم محقِّرًا لشأن الأصنام: كيف تعبدون
أصنامًا لا تنفع إذا عُبدت, ولا تضرُّ إذا تُركت؟ قبحًا لكم ولآلهتكم التي
تعبدونها من دون الله تعالى, أفلا تعقلون فتدركون سوء ما أنتم عليه؟
لما بطلت حجتهم وظهر الحق عدلوا إلى استعمال سلطانهم, وقالوا:
حَرِّقوا إبراهيم بالنار; غضبًا لآلهتكم إن كنتم ناصرين لها. فأشْعَلوا نارًا
عظيمة وألقوه فيها. فانتصر الله لرسوله وقال للنار: كوني بردًا وسلامًا
على إبراهيم, فلم يَنَلْه فيها أذى, ولم يصبه مكروه. وأراد القوم بإبراهيم
الهلاك فأبطل الله كيدهم, وجعلهم المغلوبين الأسفلين.
التفسير الميسر
 
قال تعالى :
 
{ وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ {51}
 إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ {52}
قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ{53}
قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ {54}
قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ {55}
قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ
وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ {56}
وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ {57}
فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلَّا كَبِيراً لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ {58}
قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ {59}
قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ {60}
قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ{61}
قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ {62}
 قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ {63}
 فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ {64}
ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ {65}
قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ {66}
أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ {67}
قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ {68}
قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ {69}
الأنبياء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق