الأحد، 5 يوليو 2015

قصة التسعة وتسعون نعجة مع داود عليه السلام

 فوجئ داود عليه السلام وهو في محرابه يعبد الله تعالى 
بشخصين تسوَّرا مكان عبادته, فارتاع من دخولهما عليه؟
فقالوا له:
 لا تَخَفْ، فنحن خصمان ظلم أحدنا الآخر، فاقض بيننا بالعدل، ولا تَجُرْ
علينا في الحكم, وأرشِدنا إلى سواء السبيل. قال أحدهما: إن هذا أخي له
تسع وتسعون من النعاج, وليس عندي إلا نعجة واحدة, فطمع فيها، وقال:
أعطنيها, وغلبني بحجته. قال داود: لقد ظلمك أخوك بسؤاله ضم نعجتك
إلى نعاجه, وإن كثيرًا من الشركاء ليعتدي بعضهم على بعض، ويظلمه
بأخذ حقه وعدم إنصافه مِن نفسه إلا المؤمنين الصالحين, فلا يبغي
بعضهم على بعض، وهم قليل. وأيقن داود أننا اختبرناه ودبرنا عليه هذه
القضية ليتنبه فاستغفر ربه لما صدر منه وخر ساجدا لله ورجع  لله تعالى
بالتوبة النصوح والعبادة فغفرنا له ذلك الذي صدر منه وأكرمه الله بأنواع
الكرامات فقال وإن له عندنا منزلة عالية وقربة منا وحسن مرجع.
 
(وهذا الذنب الذي صدر من داود عليه السلام لم يذكره الله لعدم الحاجة
إلى ذكره فالتعرض له من باب التكلف وإنما الفائدة ما قصه الله علينا من
لطفه به وتوبته وإنابته وأنه ارتفع محله فكان بعد التوبة أحسن منه قبلها
  يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض-  تفسير السعدي).
تفسير الجلالين
 
قال تعالى :
 
{ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ {21}
 إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ
فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ {22}
إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ
فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ {23}
 قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ
وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ {24}
فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ {25}
ص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق