السبت، 11 يوليو 2015

وفاة السيدة نفيسة

وهي‏:‏ نفيسة بنت أبي محمد الحسن بن زيد بن الحسن بن علي
 بن أبي طالب، القرشية الهاشمية، كان أبوها نائباً للمنصور على المدينة
النبوية خمس سنين، ثم غضب المنصور عليه فعزله عنها وأخذ منه كل
ما كان يملكه وما كان جمعه منها، وأودعه السجن ببغداد‏.‏
 
فلم يزل به حتى توفي المنصور فأطلقه المهدي وأطلق له كل ما كان أخذ
منه، وخرج معه إلى الحج في سنة ثمان وستين ومائة، فلما كان بالحاجر
توفي عن خمس وثمانين سنة‏.‏
 
والمقصود‏:‏ أن ابنته نفيسة دخلت الديار المصرية مع زوجها المؤتمن
إسحاق بن جعفر، فأقامت بها وكانت ذات مال فأحسنت إلى الناس
والجذمى والزمنى والمرضى وعموم الناس، وكانت عابدة زاهدة
 كثيرة الخير‏.‏
 
ولما ورد الشافعي مصر أحسنت إليه وكان ربما صلى بها في شهر
رمضان‏.‏ وحين مات أمرت بجنازته فأدخلت إليها المنزل فصلت عليه‏.‏
ولما توفيت عزم زوجها إسحاق بن جعفر أن ينقلها إلى المدينة النبوية
فمنعه أهل مصر من ذلك وسألوه أن يدفنها عندهم، فدفنت في المنزل الذي
كانت تسكنه بمحلة كانت تعرف قديماً بدرب السباع بين مصر والقاهرة،
وكانت وفاتها في شهر رمضان من سنة ثمان ومائتين
فيما ذكره ابن خلكان‏.‏
 
قال‏:‏ ولأهل مصر فيها اعتقاد‏.‏
 
قلت‏:‏ وإلى الآن قد بالغ العامة في اعتقادهم فيها وفي غيرها كثيراً جداً،
ولا سيما عوام مصر فإنهم يطلقون فيها عبارات بشيعة مجازفة تؤدي إلى
الكفر والشرك، وألفاظاً كثيرةً ينبغي أن يعرفوا أنها لا تجوز‏.‏
وربما نسبها بعضهم إلى زين العابدين وليست من سلالته‏.‏
 
والذي ينبغي أن يعتقد فيها ما يليق بمثلها من النساء الصالحات، وأصل
عبادة الأصنام من المغالاة في القبور وأصحابها، وقد أمر النبي
صلى الله عليه وسلم بتسويه القبور وطمسها، والمغالاة في البشر حرام‏.‏
ومن زعم أنها تفك من الخشب أو أنها تنفع أو تضر بغير مشيئة الله
 فهو مشرك، رحمها الله وأكرمها‏.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق