الاثنين، 18 يونيو 2018

استُروا أوجَاعَكم

فزَكريّا في وصْفِ القُرآن لَم يَزِد على أن ؛

{ نادَى ربَّه نداءً خَفيّا }

همَس فيه بأرَقٍ ؛ خَبّأه في كلِّ سنوات عُمره

{ وكانَت امْرَأتي عاقِراً } !

لقدْ كان الهَمْس ليلاً
في مكانٍ قَصيٍّ عن سَمعِ النّاس ، و فُضول النّاس !
هَمْس بِحاجَتِه الفِطرية لِمن بيدهِ مَقاليد الأمر ، ومفاتيح الفرَج !

{ فَهبْ لي من لدُنك وليّاً }

هَمَس بها لله وحده ؛
دون أن يَهتِك سِتر ما بينه و بين زوجِه
بلْ قدّم في أول الدُّعاء ؛ ضَعفه .. فهو الذي ؛

{ وَهَن العَظم } منه { واشتَعل الرَّأسُ شَيبا } !

وهذهِ قمّة الرِّقي في العَلاقة الزوجيّة
كأنّما يعتَذر عن زوجته ، ويَحمل العِبء عنها !
ويَصف ضَعفه ويسأل ربّه مَخرجاً ؛ لا يُنقِض العَلاقة العَتيقة !
سَتَر النّقص
فأتمّ الله له الأمر على أجملِ ما يكون
إذْ جاءه يَحيى

{ بَرّاً بوالِديه } !

كلاهما فقدْ استحقّ الزَّوجان برّ الولد ؛
لبرٍّ خفيٍّ بينَهما ! وبثَّ الشّكوى لربِّه فجاءَته البُشرى ؛

{ لَم نَجعل له مِن قبلُ سَميّا } !


إذْ لا يَليق بموقِفه الذي ليْس له مثيل ؛
إلا طفل ليسَ له مَثيل !


الأنبياءُ مدرسةٌ في الحَياة
والقُرآن ؛ هو وثيقةُ التَّعليم !

الدّكتورة :
كِفاح أبو هَنُّود

رد مع اقتباس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق