الثلاثاء، 22 سبتمبر 2020

المرأة المفترى عليها


المرأة المفترى عليها


نشأت في مجتمعاتنا مع تطاول الأيام اعتقادات وعادات تخصُّ المرأة في كثير

من شؤونها ويُلزمها بها المجتمع أو الرجل ، ليس لها أي دليل شرعي ،

وكان في كثير منها هضم لحقوقها ، بل ازدراء بكرامتها… !



وإذا أردنا أن نذكر أمثلة على هذه الأعراف والاعتقادات ، فقد يطول بنا

الحديث… منها : أن الرجل ينظر إلى حقوقه فيطلب أن تكون موفرة كاملة ،

ويفرط في حقوق زوجته ! . وبعض الأولياء في بلادنا يتعدى على مهرها !

والله تعالى يقول : { فلا تأخذوا منه شيئاً }. وكثيرون يستلبون حقها

في الميراث !.



والأكثرون ينظرون إلى خطئها أضعاف ما ينظرون إلى إساءة الذكر ! بل

بعض الرجال في بلادنا ربما أكل مع كل أحد ، وخالط كل أحد ، ويأنف

أن يجالس زوجته !



وعدد غير قليل في حياتهم اليومية يأنفون في معرض حديثهم أن يقولوا :

قالت زوجتي فلانة أو فعلت ؛ بل يقولون : قالت أجلك الله ،

وفعلت أعزك الله ، كما يقولون عند ذكر الدواب والبهائم !!



والنبي صلى الله عليه وسلم قدوة وأسوة للعاملين ذكر اسم زوجه

عائشة ما لا يحصى قالت عائشة ، وفعلت عائشة…



أما مشاورة النساء في الأمور المهمة فشيء شبه معدوم اليوم

، والنبي صلى الله عليه وسلم استشار زوجه في أحلك الظروف . وقال لأم

هانئ رضي الله عنها : لقد أجرنا من أجرت يا أم هانئ . وهذا يتعلق

بالسياسة الشرعية وهو أرفع قضايا الأمة ! ونحن قد اخترعنا حديثاً

موضوعاً : “ شاوروهن وخالفوهن ” وهذا من المضحكات المبكيات

وكثيرون قد كتبوا على بناتهم الأمية والجهل مروّجين لحديث مختلق

أيضاً : “ لا تعلموهن الكتابة ” !.



هذا مع غير ذلك كثير مما جعل كثيراً من أعداء المسلمين من المفكرين

وغيرهم يستهويهم الحديث عن المرأة وقضاياها في مجتمعاتنا ، وينبرون

مدافعين - في زعمهم - عن قضايا المرأة ، وكرامة المرأة ،

وحقوق المرأة…



وتدبج المقالات ، وتعمق الدراسات ، وتعقد المؤتمرات عن المرأة !

ويوهمون كل من حضر طرفاً من هذه اللقاءات ، وقرأ شيئاً عن

هذه الكتابات بنتيجة معدة بعناية وهي :



أن المرأة لا سعادة لها في الشرق إلا بأن تحتضن ما عند غيرها ، وبخاصة

المرأة الغربية ، ويجب أن تثور على واقعها المهين ، وتنتهي من ذل

عبوديتها ! ومما يزيد الطين بلة أن يقع الخلط واللبس الشديدان بين ما تمليه

شريعتنا وبين ما تمليه أعرافنا وعاداتنا ، فما دامت المرأة هكذا في

بلادنا ومجتمعاتنا فالإسلام إذن رضي بذلك وأقره !



يا أيها الناس: يقول رب العالمين



: { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ }



ويقول عز شأنه :



{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ

وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }.



فهل تجدون تفريقاً في كتاب الله تعالى بين ذكر وأنثى ، من حيث الكرامة

والمسؤولية وتحصيل الأجور والسعادة الأخروية ؟! وإن كان من فوارق

فلشيء يتعلق بخصائص كل منهما مما تقتضيه الشريعة الحكيمة بل الفطرة

قبل ذلك فهي من صنع الله ، والله أعطى كل شيء خلقه ثم هدى…



نقول في الختام :

لكل أحد أن يتكلم عن المرأة وعن واقعها في بلادنا وعن سبل إصلاح

شؤونها إلا الغرب بشقيه الأمريكي والأوروبي .



فالإحصاء والأرقام شاهدان على إهانة المرأة الغربية في ميادين كثيرة ، من

استغلال للعمل وعدم إنصاف بالأجر ، أو القسوة عليها فيما لا يتناسب مع

نعومتها ، إلى المتاجرة بجمالها وجسمها ، والتلهي بمفاتنها وجعلها محط

سلعة رائجة !



وتكثر الآن الملاجئ في أوروبا وأمريكا لإيواء الهاربات

من جحيم الأزواج أو العشاق !!



فهل هانت المرأة في بلادنا إلى الحد الذي صوروه ، وكرمت عندهم كما

ادعوا ؟! فلكِ الله يا امرأة… وردنا ربنا إلى ديننا وقيمنا ،

لنكرمك كما شاءت شريعتنا السمحاء الغراء .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق