الخميس، 24 سبتمبر 2020

*لا تـقـطـع إصبـعـك*

*لا تـقـطـع إصبـعـك*


تأخرتْ زوجة أحد السلاطين في الإنجاب فأتى بالأطباء ليعالجوها وشاء الله أن حملتْ زوجته
ففرح بحملها فرحاً شديداً ولكنها عندما وضعت مولودها كانت إحدى يديه بأربعة أصابع فقط

حزن السلطان حزناً كبيراً وخشيَ أن يصبح لدى الطفل الصغير عقدةٌ نفسية فجمَع مستشاريه
وإستشارهم بإيجاد حل فقال أحدهم :
الأمر بسيط يا مولاي فقط قم بقطع إصبع من يد كل المواليد الجُدُد فبذلك سيتشابهون كلهم مع إبنك

أُعجب السلطان بالفكرة فكان كلما وُلد مولود قطعوا له إصبعاً ، وبعد مرور عشرات السنين
صار كل الأطفال في السلطنة لديهم أربعة أصابع بإحدى أيديهم

وبعد عشرات السنين حضر إليهم شاب له خمسة أصابع بكل كف كما هو في أصل خِلقة البشر
فإستهجن جميع سكان السلطنة شكله الغريب وصاروا يسخرون منه فضاق بهم ذرعاً
وفكّرَ أن يقطع أصبعاً من يده كي لا يبقى مختلفاً عنهم وليصبح مثلهم

والسؤال الكبير هنا :
هل يمكن لمجتمع ما أن يكون معاقاً بالكامل
الجواب : نعم فقد حدث هذا بالتاريخ مرات عديدة فالله سبحانه كان يرسل الأنبياء
للمجتمعات البشرية لتصحيح إعاقاتهم الفكرية والسلوكية والدينية ومنهم :

*مجتمع إبراهيم*
كان مـعـاقـاً بعبـادة الأصنام
وكان إبراهيم بـيـنـهم غريبـاً
لأنه لم يكن يمارس إعاقتهم

*مجتمع لوط*
كان معظمهم معاقاً بالشذوذ
وكان لوط يبدوا بينهم غريباً
لأنه لم يكن يمارس إعاقتهم

*مجتمع شعيب*
كان معاقا بالرِّبا والتطـفـيف
وكان شُـعيب بـيـنـهم غريبـاً
لأنه لم يكن يمارس إعاقتهم

والقاعدة الفقهية تقول :
*إجماع الناس على محرم لا يُحِلُّه*

*فالـخـطـأ يـبـقى خـطـأ*
*ولـو فـعـلـه كـل النـاس*

*والصواب يبقى صـواباً*
*ولـو لـم يـفــعـلـه أحـد*

*فإذا كنت على يقين من صوابك*
*فـلا تـتـنـازل عـنـه لإرضـاء أحـد*

*فغيرك لا يـخجلون من خطـئـهم*
*فَـلِمَ تـخـجـل أنـت من صـوابـك*

*علـيـك بـسلـوك طـريـق الـحـق*
*ولا يـمنـعك عنه قلة السالكـيـن*

*ولا تـســلـك طــريــق الـبـاطــل*
*ولا يـغـرنك فيه كـثـرة الهالكيـن*

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق