الاثنين، 29 مايو 2017

أدعية النبى صلى الله علية وسلم

من أعظم الأدعية التي كان النبي صلى الله عليه وسلم
يدعو بها لنفسه ولأصحابه


عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :
قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ
حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ لأَصْحَابِهِ :

( اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ ،
وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ ، وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ
عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا ، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا
وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا ، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا ،
وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا ، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا ،
وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا ، وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا ،
وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا ، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا )
رواه الترمذي وقال : حسن غريب .
وصححه الألباني في صحيح الترمذي

قال المباركفوري رحمه الله :

قوله ( اللهم اقسم لنا )
 أي : اجعل لنا من خشيتك
أي : من خوفك .
( ما )
أي  قسماً ونصيباً .
( يحول )
أي  يحجب ويمنع .
( بيننا وبين معاصيك )
لأن القلب إذا امتلأ من الخوف أحجمت
الأعضاء عن المعاصي .
( ومن طاعتك )
أي بإعطاء القدرة عليها والتوفيق لها .
( ما تبلغنا )
أي : توصلنا أنت .
( به جنتك )
أي مع شمولنا برحمتك ،
وليست الطاعة وحدها مبلغة .
( ومن اليقين )
أي اليقين بك ، وبأن لا مرد لقضائك ، وبأنه لا يصيبنا إلا ما كتبته علينا ،
وبأن ما قدرته لا يخلو عن حكمة ومصلحة ، مع ما فيه من مزيد المثوبة
( ما تهون به )
أي تُسَهِّل أنت بذلك اليقين .
( مصيبات الدنيا )
فإن من علم يقيناً أن مصيبات الدنيا
مثوبات الأخرى لا يغتم بما أصابه ،
ولا يحزن بما نابه .
( ومتعنا )
من التمتيع  أي اجعلنا متمتعين ومنتفعين .
( بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا )
أي بأن نستعملها في طاعتك
قال ابن الملك
التمتع بالسمع والبصر إبقاؤهما صحيحين إلى الموت .
( ما أحييتنا )
أي : مدة حياتنا
وإنما خص السمع والبصر بالتمتيع من الحواس
لأن الدلائل الموصلة إلى معرفة الله وتوحيده إنما تحصل من طريقهما ؛
لأن البراهين إنما تكون مأخوذة من الآيات ، وذلك بطريق السمع ،
أو من الآيات المنصوبة في الآفاق والأنفس ، فذلك بطريق البصر ،
فسأل التمتيع بهما حذراً من الانخراط في سلك الذين ختم الله
على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة
ولما حصلت المعرفة بالأولين أي السمع والبصر ، وترتب عليها
"أي على المعرفة بالله " العبادة ، سأل القوة ليتمكن بها من عبادة ربه ،
قاله الطيبي .
والمراد بالقوة : قوة سائر الأعضاء والحواس أو جميعها ،
فيكون تعميماً بعد تخصيص .
( واجعله )
أي المذكور من الأسماع والأبصار والقوة .
( الوارث )
أي الباقي .
( منا )
أي بأن يبقى إلى الموت .
( واجعل ثأرنا )
أي إدراك ثأرنا .
( على من ظلمنا )
أي مقصوراً عليه ، ولا تجعلنا ممن تعدى في طلب ثأره فأخذ به
غير الجاني كما كان معهوداً في الجاهلية ، فنرجع ظالمين بعد أن كنا مظلومين ،
وأصل الثأر الحقد والغضب ، يقال ثأرت القتيل وبالقتيل أي قتلت قاتله .
( ولا تجعل مصيبتنا في ديننا )
أي لا  تصبنا بما ينقص ديننا من اعتقاد السوء ، وأكل الحرام ،
والفترة في العبادة ، وغيرها .
( ولا تجعل الدنيا أكبر همنا )
أي لا تجعل طلب المال والجاه أكبر قصدنا أو حزننا ،
بل اجعل أكبر قصدنا أو حزننا مصروفاً في عمل الآخرة ،
وفيه أن قليلاً من الهم فيما لا بد منه في أمر المعاش مرخص فيه ،
بل مستحب ، بل واجب .
( ولا مبلغ علمنا )
أي غاية علمنا ،
أي لا تجعلنا حيث لا نعلم ولا نتفكر إلا في أمور الدنيا ،
بل اجعلنا متفكرين في أحوال الآخرة ،
متفحصين من العلوم التي تتعلق بالله تعالى وبالدار الآخرة ،
والمبلغ الغاية التي يبلغه الماشي والمحاسب فيقف عنده .
( ولا تسلط علينا من لا يرحمنا )
أي لا تجعلنا مغلوبين للكفار والظلمة ،
أو لا تجعل الظالمين علينا حاكمين ،
فإن الظالم لا يرحم الرعية
تحفة الأحوذي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق