السبت، 3 يونيو 2017

قصة يوسف


يوسف بن يعقوب عليهما السلام، قد ذكر الله قصته

في سورة كاملة فيها  فوائد وعبر تزيد على ألف فائدة، هذا النبي
الكريم امتحن امتحانًا عظيمًا  ولكنه صبر وهذا شأن الصالحين
فانقلبت المحنة  إلى منحة ربانية إليك هي:
يوسف أمه اسمها راحيل، وله إحدى عشر أخًا وكان أبوه يحبه حبًا جمًا
فبدأ الحسد يدب في صدور إخوته وحيث إنهم عصبة- جماعة- ومع ذلك
فإن يوسف وأخاه بنيامين لهما محبة في صدور أبيهما، فماذا كان منهم ؟ 
طلبوا من أبيهم أن يرسل معهم أخاهم يوسف وأظهروا له أنهم يريدون
أن يرعى معهم وقد أضمروا له ما الله به عليم، فأخذوه ثم ألقوه في البئر-
الجُبّ- ثم مرت به قافلة، فأنزلوا الدَّلوَ فتعلَّق به، ثم باعوه على عزيز
مصر، فاشتراه بدراهم معدودة ثم ماذا حدث ؟ يقول الله تعالى :
 
{ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ
 وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ
 إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ * وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا
 لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ
 إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ...}
 الآيات...
 
يذكر تعالى ما كان من مراودة امرأة العزيز ليوسف عليه السلام عن نفسه
وطلبها منه ما لا يليق بحاله ومقامه، وهي في غاية الحسن والجمال
والمنصب والشباب، وَغَلَّقَت الأبواب عليها وعليه وتهيأت له وتصنعت
ولبست أحسن ثيابها وأفخر لباسها، وهي مع ذا كله امرأة الوزير،
ويوسف عليه السلام شاب بديع الجمال والبهاء والشباب مركب الشهوة
وكان عزبًا ليس عنده ما يعوضه، وكان غريبًا من أهله ووطنه والمقيم
بين أهله وأصحابه يستحيي منهم أن يعلموا به فيسقط من عيونهم فإذا
تغرب زال هذا المانع، وكانت هي المطالبة فيزول بذلك كلفة تعرض الرجل
وطلبه وخوفه من عدم الإجابة، وكانت في محل سلطانها وبيتها بحيث
تعرف وقت الإمكان، ومكانه الذي لا تناوله العيون، ومع هذا كله عَفَّ
عن الحرام، وعصمه ربه عن الفحشاء؛ فهو من سلالة الأنبياء، وحماه
مولاه عن كيد ومكر النساء وعَوَّضَه أن مَكَّنَه في الأرض يتبوأ منها حيث
يشاء، وآتاه الملك وأتته المرأة صاغرة سائلة راغبة في الوصل الحلال
فتزوجها فلما دخل بها قال : هذا خير مما كنت تريدين.
 
فتأمل أيها المسلم
كيف أنه لما ترك الحرام لله عوضه الله خيرًا منه، ولذلك فهو سيد السادة
النجباء السبعة الأتقياء المذكورين في الصحيحين عن خاتم الأنبياء في
قوله عليه الصلاة والسلام من رب الأرض والسماء :
 
( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل،
 ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، ورجل قلبه معلق بالمسجد
 إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه
وتفرقا عليه، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله
ما تنفق يمينه، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل دعته امرأة
ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله )
 
هذا اختصار الاختصار لقصة هذا النبي الكريم ومن أراد معرفتها كاملة
فليقرأها بتَدَبُّر- أعني سورة يوسف- ثم يعود إلى أي تفسير بالمأثور،
وخاصة ابن كثير في تفسيره وفي تاريخه والله أعلم .
من كتاب من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه

للكاتب إبراهيم بن عبدالله الحازمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق