الجمعة، 2 يونيو 2017

خاف من الله وتركها


قال الحسن البصري :
كانت امرأة بغيٌّ قد فاقت أهل عصرها في الحسن لا تمكن من نفسها
 إلا بمائة دينار، وإن رجلا أبصرها فأعجبته فذهب فعمل بيديه وعالج،
فجمع مائة دينار،
 
 فجاء فقال: إنك قد أعجبتني فانطلقتُ فعملت بيدي وعالجت حتى جمعت
مائة دينار
 
 فقالت : ادفعها إلى القهرمان حتى ينقدها ويزينها،
 
 فلما فعل قالت : ادخل وكان لها بيت منجد وسرير من ذهب
 
 فقالت : هلمّ لك،
 
 فلما جلس منها مجلس الخائن تذكر مقامه بين يدي الله فأخذته
رعدة وطفئت شهوته
 
فقال : اتركني لأخرج ولك المائة دينار
 
 فقالت : ما بدا لك وقد رأيتني كما زعمت فأعجبتك فذهبت فعالجت
وكدحت حتى جمعت مائة دينار فلما قدرت عليَّ فعلت الذي فعلت ؟
 
فقال : ما حملني على ذلك إلا الفرق من الله، وذكرت مقامي بين يديه
 
 قالت : إن كنت صادقًا فما لي زوج غيرك.
 
قال : ذريني لأخرج
 
قالت : إلا أن تجعل لي عهدًا أن تتزوجني،
 
 فقال : لا حتى أخرج
 
قالت : عليك عهد الله إن أنا أتيتك أن تتزوجني
 
 قال : لعل،
 
 فَتَقَنَّعَ بثوبه ثم خرج إلى بلده، وارتحلت المرأة بدنياها نادمة على ما كان
منها حتى قدمت بلده فسألت عن اسمه ومنزله فدلت عليه، فقيل له :
الملكة جاءت بنفسها تسأل عنك فلما رآها شهق شهقة فمات، فأسقط
 في يدها
 
فقالت : أما هذا فقد فاتني أما له من قريب ؟
 
قيل : بلى أخوه رجل فقير
 
 فقالت : إني أتزوجك حبًا لأخيك قال : فتزوجته فولدت له سبعة أبناء .
 
من كتاب من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه

 للكاتب إبراهيم بن عبدالله الحازمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق