الأربعاء، 31 مايو 2017

إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ


سئل بعض الصالحين عن سبب توبته فقال:

كنت فى حداثة سنى لا أقف على زلة فرأيت فى بعض الأيام جارية

لم أر أحسن منها وجها , ففتنت بها فأشرت إليها ,

فلما صارت بالقرب منى أدركها جزع شديد ,

فقلت لها: لا تخافى لا بأس عليك , فلم ينقص ذلك من خوفها شيئا ,

وجعلت ترعد كسعفة فى يوم ريح فقلت لها: أخبرينى بخبرك ,

فقالت: والله يا أخى هذا موقف ما وقفته قبل يومى هذا قط ,

ولى ثلاث بنات , ولى ولهن ثلاثة أيام لم نستطعم فيها طعاما ,

فلما كان فى هذا اليوم حملنى الجوع والشفقة على ما ترى ,

قال: فعند ذلك رق لها قلبى وسألتها عن مسكنها فأعلمتنى به ,

فحملت إليها ما قدر الله عز وجل من دراهم

وكسوة وقمح وغير ذلك ,

ثم عمدت إلى ما فى بيتى فبعته ودفعته لوالدتى وأخبرتها بالقصة ,

وكان عندى سجل أثبت فيه سيئاتى ,

فقالت: يا ولدى أنت رجل لم تعمل قط حسنة غير هذه ,

وعندك سجل تثبت فيه سيئاتك فقم وأثبت فيه هذه الحسنة ,

فقمت إلى السجل وفتحته:

فوجدته أبيض من أوله إلى آخره ,

وفيه سطر واحد

{ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ } هود / 114.

فرفعت يدى إلى السماء وقلت:

وعزتك وجلالك لا عصيتك بعد يومى هذا أبدا.

قال بشير بن صالح:

إن قوما دخلوا على عمر بن عبد العزيز - رضى الله عنه –

يعودونه فى مرضه , وإذا فيهم شاب ذابل ناحل الجسم ,

فقال له عمر:يا فتى! ما الذى بلغ بك ما أرى؟

فقال: يا أمير المؤمنين!

أمراض وأسقام.

فقال: سألتك بالله إلا صدقتنى.

فقال: يا أمير المؤمنين! ذقت حلاوة الدنيا , فوجدتها مرة ,

فصغر فى عينى زهرتها وحلاوتها , واستوى عندى حجرها وذهبها ,

وكأنى أنظر إلى عرش ربى والناس يساقون إلى الجنة والنار ,

فأظمأت لذلك نهارى , وأسهرت له ليلى ,

وقليل حقير كل ما أنا فيه فى جنب ثواب

الله تبارك وتعالى وعقابه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق